كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جلاسجو البريطانية، أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لفترة أطول من ثلاث ساعات يومياً وهم في سنِّ الخامسة، يصبحون أكثر عرضة حين بلوغ السابعة للإصابة ب"مشاكل السلوك"، أو السلوكيات المعادية للمجتمع، مثل: الشجار والترهيب والكذب والغش والسرقة، بزيادة تقدر ب13 نقطة. وتوصَّلت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "ذي أتلانتيك" إلى أن هذه الأمراض السلوكية لا يسببها الإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية، ولا ترتبط، سلباً ولا إيجاباً، بأعراض الأطفال العاطفية، ولا فرط النشاط، أو عدم الانتباه، أو القدرة على تكوين أصدقاء، أو السلوكيات الاجتماعية الإيجابية مثل: التعاطف والاهتمام بالآخرين.
ورغم أن المخاطرة التي خلص إليها الباحثون ليست كبيرة، وإغفالهم محتوى البرامج التي شاهدها الأطفال، حذرت المجلة الأمريكية من أن استغراق الصغار لأوقات طويلة في مشاهدة التلفاز "يحولهم إلى مخلوقات حزينة وشاحبة، لا تستطيع التواصل بالعين"، وهو ما اعتبره الآباء "مبرَّراً".
وأجريت الدراسة على عينة مكونة من 11 ألف طفل بريطاني وُلِدوا في فجر الألفية الجديدة، وهو ما يضمن مواكبتهم لعصر توهج التلفاز، وأدلت أمهاتهن بالمعلومات حول الوقت الذي كانوا يقضونه في مشاهدة التلفاز وممارسة الألعاب الإلكترونية وهم في سن الخامسة.
وقيَّمت الأمهات أيضاً صحة أطفالهن النفسية وقدراتهم الاجتماعية وفق مقياس مكوَّن من عشر نقاط، للمقارنة بين ممارساتهم في سن الخامسة والسابعة، ثم جاء دور الباحثين الذين حللوا هذه المعلومات وخلصوا إلى نتائج الدراسة. وجامعة جلاسجو إحدى أكبر جامعات اسكتلندا من حيث عدد الطلبة، وواحدة من أقدم جامعات بريطانيا، ورابع أقدم جامعة بالعالم، وارتفعت مؤخراً إلى الثمانين في التصنيف العالمي للجامعات.