تعهَّد رئيس الحكومة اللبنانية المكلف تمام سلام اليوم السبت بإخراج بلاده من حالة الانقسام والتشرذم السياسي، وحمايتها من مخاطر الحرب في سوريا المجاورة. وكلف الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم النائب المسلم السني "سلام" بتشكيل الحكومة بعد أسبوعين من استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، بعد عامين قضاهما في منصبه، سعى خلالهما لاحتواء التوترات الطائفية والاضطرابات والعواقب الاقتصادية نتيجة الحرب في سوريا. وحظي "سلام" بشبه إجماع البرلمان اللبناني بعد يومين من الاستشارات التي أجراها الرئيس سليمان مع النواب في القصر الجمهوري، وحاز أصوات 120 نائباً من أصل 128 عضواً في البرلمان، وهو رقم نادر أن يحصل عليه رئيس حكومة. وقال "سلام" للصحفيين بعد دقائق على إعلان تكليفه في القصر الرئاسي: "في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها الوطن، واستناداً إلى الاستشارات الملزمة ألتي أجراها فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، فقد كلفني بتشكيل الحكومة العتيدة، وقبلت هذا التكليف". وأضاف: "إنني أنطلق من ضرورة توحيد الرؤى، والاتفاق بسرعة على قانون للانتخابات النيابية، يحقق عدالة التمثيل لجميع المواطنين والطوائف والمناطق، ملتزماً باتفاق الطائف والدستور والأصول الديمقراطية". وأضاف: "كذلك أنطلق من ضرورة إخراج لبنان من حالة الانقسام والتشرذم السياسي، وما انعكس منه على الصعيد الأمني ودرء المخاطر المترتبة على الأوضاع المأساوية المجاورة". وستكون المهمة الأساسية أمام "سلام" تشكيل حكومة لقيادة الاقتصاد المتعثر نحو انتخابات برلمانية مقررة في يونيو، لكن تأجيلها متوقع على نطاق واسع، ولم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن على القانون الذي ستجري بموجبه الانتخابات.