ضخَّت الإمارات أكثر من 55 مليار دولار، على شكل استثمارات مباشرة في الأسواق العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية، وهو ما جعلها أكبر مصدِّر لرؤوس الأموال في العالم العربي. وأظهر تقريران صدرا عن منظمة "أونكتاد" التابعة للأمم المتحدة والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار ومقرُّها دولة الكويت، أن الإمارات استقبلت أيضا ما يزيد على 85 مليار دولار في شكل استثمارات أجنبية مباشرة خلال تلك الفترة، لتصبح ثاني أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية في العالم العربي بعد السعودية.
وذكر التقريران أن الإمارات، التي تعدُّ ثاني أكبر اقتصاد عربي، صدَّرت نحو 55.5 مليار دولار كاستثمارات مباشرة في الأسواق الدولية خلال الفترة بين الأعوام 1980 إلى 2011، وهو ما شكَّل أكثر من 31% من إجمالي التدفقات الاستثمارية العربية للأسواق الخارجية، والبالغة نحو 176.8 مليار دولار في تلك الفترة.
وأكد خبراء أن دولة الإمارات واصلت خلال عام 2012 ضخَّ استثماراتها في السوق الخارجية، بعد أن سجَّل ميزان حسابها الجاري فائضاً قياسياً بلغ حوالي 60 مليار دولار؛ نتيجة ارتفاع إيراداتها النفطية، والتي قُدِّرت بنحو 124 مليار دولار العام الماضي، وهو أعلى مستوى لها.
وأظهرت الإحصائية أن معظم الاستثمارات التي ضخَّتها الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية، كانت خلال أعوام 2006 و2007 و2008 إذ بلغت نحو 41.1 مليار دولار، فيما تراجعت خلال السنوات اللاحقة ليبلغ متوسطها حوالي ملياري دولار سنويا.
وجاءت السعودية في المرتبة الثانية في التدفُّقات الاستثمارية إلى الخارج، والتي بلغت نحو 26.5 مليار دولار، في حين احتلَّت الكويت المرتبة الثالثة باستثمارات بلغت 22.5 مليار دولار، تلتها دولة قطر التي ضخَّت 18.5 مليار دولار، ثم ليبيا ب16.8 مليار دولار.
وحول التدفُّقات الداخلية، جاءت الإمارات في المرتبة الثانية؛ إذ وصل حجم الاستثمار الأجنبي فيها حوالي 85.4 مليار دولار خلال نفس الفترة، في حين احتلَّت السعودية المرتبة الأولى باستثمارات بلغت 186.8 مليار دولار، فيما جاءت مصر في المرتبة الثالثة ب72.6 مليار دولار.
وكشف التقريران أن الإمارات والسعودية استحوذتا على نحو 42% من إجمالي التدفقات الاستثمارية إلى الدول العربية، والبالغة حوالي 645 مليار دولار، خلال الفترة بين 1980 و2011