نظم العشرات اليوم الجمعة تظاهرة، رفعوا خلالها الأحذية، بالعاصمة تونس؛ لإقالة وزيرة المرأة والأسرة سهام بادي، بعد دفاعها عن روضة أطفال اغتصب حارسها طفلة (ثلاثة أعوام)، في حادث هز الرأي العام الأسبوع الماضي. وتظاهر عشرات من الإسلاميين، في المكان ذاته، دفاعاً عن الوزيرة التي قالوا إنها تتعرض ل"حملة تشويه". ورشق المتظاهرون واجهة وزارة المرأة والأسرة بالأحذية ورددوا شعارات معادية للوزيرة وللحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية مثل: "بادي.. ارحلي"، و"الاستقالة يا وزيرة العمالة"، و"حكومة الإرهاب، ووزيرة الاغتصاب"، و"يا حكومة.. عار.. عار.. الاغتصاب في وضح النهار"، في إشارة إلى عمليات اغتصاب متتالية في تونس الشهر الحالي.
ورفع متظاهرون صورة تظهر فيها "سهام بادي" مبتسمة وفي يدها زوج أحذية لليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
والتقطت هذه الصورة التي أثارت استياءً بالغاً في تونس من الوزيرة، خلال معرض لبيع الأغراض الشخصية لعائلة بن علي، أقيم نهاية ديسمبر 2012.
في المقابل، ردد المتظاهرون المساندون للوزيرة شعار: "الشعب مسلم ولن يستسلم"، و"الشعب يريد الوزيرة بادي من جديد"، ورفعوا لافتات كتب عليها: "من لم يرض بتونس عربية مسلمة فليتركها".
وقال الطالب "سيف الماجري": إن الوزيرة "تتعرض لحملة تشويه، الهدف منها النيل من الحكومة" الإسلامية. وتواجه "سهام بادي" انتقادات متزايدة من المعارضة ومنظمات نسائية وحقوقية؛ بسبب تقاربها مع حركة النهضة التي تواجه بدورها اتهامات بمحاولة ضرب المكتسبات الحداثية للمرأة التونسية.
وقالت الحقوقية "ليليا بن خذر": "هذه السيدة (سهام بادي) لا تمثل إطلاقاً المرأة التونسية... وهي لم تتحمل مسؤوليتها في حماية الطفولة التونسية، منذ أن تم تعيينها وزيرة نهاية 2011".
ويخضع قطاع الطفولة ومؤسساته- الحضانات والمدارس التحضيرية- في تونس لإشراف وزارة المرأة والأسرة. وكان والدا الطفلة المغتصبة قد أعلنا الأسبوع الماضي أن ابنتهما تعرضت للاغتصاب من حارس روضتها (55 عاماً) في مدينة المرسى شمال العاصمة تونس.
واعتقلت الشرطة حارس الحضانة التي اتضح أنها كانت تعمل بدون ترخيص قانوني. وقالت "سهام بادي": إن عملية الاغتصاب وقعت خارج أسوار الروضة و"تحديداً في الإطار العائلي الموسع للطفلة"؛ مما أثار استياءً بالغاً في صفوف المعارضة ومنظمات حقوقية ونسائية طالبت بإقالتها.
وشهدت تونس للشهر الثاني عمليات اغتصاب متتالية استهدفت فتيات قاصرات وسيدات سافرات، بل استهدفت محجبات بينهن حامل، اغتصبها ثلاثة رجال أمام زوجها في غابة.
وبعض الضالعين في جرائم الاغتصاب سجناء سابقون، أَفرج عنهم مؤخراً الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، بحسب وسائل إعلام محلية.