قالت الجمعية الفلكيّة بجدة، إن المتابعين للظواهر الكونية سيرصدون مساء غد الخميس، وقوع القمر الأحدب بالقرب من أحد نجوم فصل الربيع اللامعة "السماك الأعزل"، وإلى أقصى يساره، يرصد نجم آخر من نجوم الربيع "السماك الرامح"، إضافة إلى وجود كوكب زحل أسفل يسار القمر. وذكرت الجمعية أن هذه الأجرام السماوية ستشرق ببضع ساعات بعد غروب الشمس، وترصد متنقلة في قبة السماء طوال الليل. وستسطع في الأفق الغربي في ساعات الفجر. وأضافت: سيلاحظ الراصد بالعين المجرّدة، أن نجم السماك الرامح بلونه الأصفر البرتقالي، يظهر أكثر لمعاناً من النجم الأبيض المزرق السماك الأعزل، وهذا يرجع إلى أن السماك الأعزل هو أبعد بكثير عنا.
وأوضحت: نجم السماك الرامح يقع على مسافة نحو 37 سنة ضوئية، في حين أن السماك الأعزل يقع بنحو سبع مرات أبعد من ذلك، على مسافة 260 سنة ضوئية. وإذا كان السماك الرامح في مكان الشمس، فإن سطوعه سيزيد 100 مرة على سطوع الشمس، ولكن لو أن نجم السماك الأعزل كان على نفس بعد الشمس، سيسطع مع قوة تزيد على 2000 شمس.
وأشارت "الفلكية" إلى أن هذه تعد فرصة لاستخدام القمر للعثور على السماك الرامح والسماك الأعزل، ولكن لأن موقع القمر متغير فيمكن الاستفادة من مجموعة نجوم الدب الأكبر، والتي تعمل كمرشد إلى هذه النجوم "السماك الرامح والسماك الأعزل" ومع حلول الظلام، يقع الدب الأكبر في الأفق الشمالي الشرقي، ويمكن استخدامه لتحديد موقع نجوم الربيع لأشهر مقبلة.
وبيّنت الجمعية أنه يمكن التمييز بين هذه الأجرام بالعين المجرّدة من خلال اللون؛ فنجم السماك الرامح بلون أصفر برتقالي، والسماك الأعزل بلون أبيض مزرق، في حين أن زحل يظهر بضوءٍ ذهبي ثابت، ويمكن الاستفادة من المنظار الثنائي العينية في تمييز تلك الألوان.
وبيّنت أن السبب في اختلاف ألوان النجوم يرجع إلى اختلاف درجات حرارة سطحها، في حين أن السبب في ألوان الكواكب، يعود إلى مكونات الغلاف الجوي. وسيعبر القمر أمام السماك الأعزل ويحجبه لبعض الوقت، كما سيشاهد من الجزء الشمالي الشرقي من أستراليا وإندونيسيا.