أشهرت خادمة إثيوبية، إسلامها على الهواء مباشرة، خلال حلقة الأسبوع الجاري من برنامج "الرئيس" الذي يُبَث على "لاين سبورت"، وترعاه "سبق" إلكترونياً، وهي الحلقة التي حملت عنوان "المهاجر المسالم"، وتخللها انتقادات من مقيمين إثيوبيين لصيغة تعميم الجرائم على الإثيوبيين بشكل عام، إضافة لإبرازهم أسباب التسلل وتأكيدهم على أن من بين الأسباب ضعف أداء حرس الحدود وغياب العمل الجاد من القطاعات المعنية الأخرى. الحلقة عرضت تقارير تحدث فيها إثيوبيون مقيمون ومسالمون، قالوا بأنه من غير المعقول تجريم الجميع بأخطاء قلة، ما حدث من تصعيد سبب لنا مشاكل وقطع رزق بعضنا، وتساءل أحدهم قائلاً: "أين دور حرس الحدود في منع التسلل، لو عملت الشرطة والجوازات بالشكل الصحيح؛ لما رأينا التسلل بهذه الطريقة".
ورصدت الحلقة الكثير من الإثيوبيين المسلمين وهم يتزاحمون لأداء صلاة الجمعة في مساجد بعض أحياء الرياض الجنوبية، فيما قالوا في لقاءات معهم أنهم يعانون من قلة الدعاة للإسلام والكثيرون لا يفهمون الخطبة باللغة العربية، مؤكدين أنهم هاجروا من بلادهم نتيجة اضطهاد المسيحيين لهم والمضايقات التي يتعرضون لها وظروفهم الاقتصادية السيئة.
وعرض في الحلقة تقريراً عن خادمة إثيوبية أشهرت إسلامها، قبل بث الحلقة ب48 ساعة، وذلك لحسن تعامل الأسرة حيث أعلنت رغبتها في اعتناق الإسلام، وتم تلقينها الشهادة، فيما أعلنت خادمة إثيوبية أخرى إسلامها على الهواء مباشرة في اتصال هاتفي، وقال كفيلها: إنه يسكن بمحافظة شرورة، وكانت الخادمة ترغب دخول الإسلام منذ 9 أشهر، الداعية الإثيوبي الذي استضافته الحلقة تحدث معها بلهجتها وأنطقها الشهادتين.
الحلقة عرضت رسائل دعوية بثلاث لغات إثيوبية في تقرير استمر ل13 دقيقة، فيما عرضت أحاديث إعلاميين ودعاة إثيوبيين قالوا فيها: "الهجرة مشكلة عالمية، وسبب هجرة الإثيوبيين للمملكة هو طلب الرزق، وتحسين المعيشة، ونتيجة لمعاناة الكثيرين من الفقر، التسلل عبر البحر أو الصحراء يعتبر أمراً خطأ؛ً لأنه مخالف للأنظمة ويعرضهم للهلاك، التسلل جرم كبير، المملكة بلد خير وآمن، لذا يجب علينا ندعو المتسللين للإسلام، هدفهم طلب الرزق، غير صحيح أن كل الإثيوبيين مجرمون، اللغة التعميمة كانت أكبر مشكلة".
وقالوا: "المواطنون السعوديون المتعاونون مع المتسللين يخذلون وطنهم ويجلبون لهم المشاكل، نهيب بالجهات الأمنية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن". واختتموا حديثهم قائلين: "في التاريخ من حضن الصحابة؟ لا تظلموننا، ظلم التعميم بأن 80 مليون إنسان بأنهم مجرمين"
ضيف الحلقة الشيخ نوح القرين مدير مكتب الدعوة بالبطحاء، تحدث عن أهمية الدعوة، وأكد على ضرورة أن يبين للوافدين الذين قدموا لطلب الرزق، أهم جائزة وهي الإسلام، وشدد على أن مكاتب الدعوة لهم جهود عظيمة في الدعوة إلى الله ودعوة الجاليات، وتحدث عن قصة شخص قدم بمهنة سائق، وفي بلده كان مساعداً للقسيس، وهنا تعلم وأسلم وأصبح داعية ودعا أشقاءه للإسلام، والذين اعتنق اثنان منهم الدين الإسلامي.
وعن العوامل المسببة لتسلل الإثيوبيين قال ضيف الحلقة الشيخ محمد زين زهر الدين- داعية إثيوبي-: إن عوامل كثيرة ساعدت على التسلل، منها سهولة الدخول، إضافة للهرب من الدخول عبر الإجراءات الرسمية والتكاليف.
وقال: "تقريباً يتواجد بالمملكة حوالي 500 ألف إثيوبي متسلل، ونحن يضايقنا أي جرم ينفذه، سواء الرسمي أو المتسلل في هذا البلد الذي فتح أبوابه للجميع". وأضاف بالقول: "الجالية الإثيوبية فئة متميزة، شباب وشابات في عمر يستحسن تعلمهم الدين الإسلامي، ولكن للظروف الاقتصادية في البلاد، هاجروا لهذا البلد، وهناك يراهن الجميع على أن من يهاجر للمملكة لن ينحرف".
وقال: "بعض المتخلفين من الحج والعمرة هنا استمروا لسنوات، وعادوا إلى البلاد دعاة، بعض الخادمات أسلمن هنا وعُدْنَ متحجبات مسلمات، لكن ضعف ثقافة البعض من المتسللين تسبب لهم المشاكل، أحد المشائخ قال: إنه ضبط شخصاً في الطائف في قضية تصنيع العرق، وعند التحقيق قال: إنه يكسب من عرق جبينه، وهذا نتيجة لضعف ثقافة البلد الذي وصل إليه وبدأ العمل فيه؛ مما يبرز دور التوعية المسبقة".
وكان مقدم البرنامج الزميل صلاح الغيدان قد أكد مخاطبة الشرطة والجوازات؛ للرد على الحلقة الماضية من البرنامج، والتي حملت عنوان المهاجر الخطر 2، مؤكداً أنه لم يرد للبرنامج حتى اعتذار، حيث تجاهلوا البرنامج رغم المخاطبات.