حققت السعودية إنجازا تاريخياً جديداً، يتمثل في قبول 64 طبيباً وطبيبة سعوديين دفعة واحدة للعام الحالي 2013 في برامج المطابقة الطبية الأمريكية، الذي تقدَّم إليه ما يقارب 25 ألف طبيب من جميع الجنسيات حول العالم، وهو برنامج يضمن عدالة الفرص بين المتقدمين؛ بناء على كفاءة المتقدم وأبحاثه ومنجزاته، في الوقت الذي لم تحظَ المملكة منذ بداية تاريخ ابتعاث الأطباء إلى الولاياتالمتحدة بقبول أكثر من أربعة أطباء سنوياً، بينما قبل ثلاثة أطباء في برامج كندية. وأكد الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدةالأمريكية الدكتور محمد بن عبدالله العيسى أن "المنجز يسجل في سجلات المنجزات التاريخية التي يشهدها عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ترجمة واضحة لرؤية الملك الذي وضع للمعرفة وبناء الإنسان السعودي فكرياً وعلمياً أولوية وطنية".
وأوضح "العيسى" أن "المنجز ثمرة للاهتمام الرفيع من قيادة الوطن بتطوير برامج الابتعاث والدعم السخي لجميع المبتعثين، خصوصاً مبتعثي البرامج الطبية، الذين تقدم لهم تسهيلات كثيرة؛ لضمان حصولهم على أفضل وأرقى العلوم والمعارف".
من جانبها أوضحت مدير عام البرامج الطبية في الملحقية الدكتورة سمر السقاف أن "نجاح الأطباء والطبيبات أتى عقب ثلاثة أعوام من التخطيط والمتابعة والتنفيذ الميداني، بالتعاون بين الملحقية والأطباء ومعاهد إعداد الدارسين للاختبارات الأمريكية"، مشيرة إلى أن "الملحقية درست أسباب عدم قبول الأطباء السعوديين مثل باقي الجنسيات، ورصدنا جميع الثغرات التي يعاني منها الطبيب أو الطبيبة السعوديين، عندما يصلون إلى الولاياتالمتحدة، ولا يحصلون على قبولات في برامج الزمالات الأمريكية".
وأضافت "سمر": "وضعنا خارطة طريق بالتعاون مع المعهد والطبيب، حيث طلبنا من الأخير أن يحرص على إجراء أبحاث مع أبرز الأطباء، ويتدربون في أفضل المستشفيات، بينما المعاهد يعطون دورات مكثفة في المهارات التي يحتاجها الطبيب، حتى كيف يتحدث في المقابلة الشخصية"، لافتةً إلى أن الأطباء السعوديين يدخلون في منافسة شرسة مع أطباء من حول العالم؛ لأن برنامج المطابقة يعطي فرصاً متساوية وعادلة لكل الجنسيات "حتى عندما يظهر أن الطبيب قبلُ لا يبين في أي مستشفى، حتى يكتمل العدد مع نهاية أسبوع إعلان الأسماء".
وشددت مدير عام البرامج الطبية على أن الفترة الماضية شهدت 100 رحلة لزيارة الجامعات و250 مؤتمراً هاتفياً؛ للتفاوض مع الجامعات، وتم توقيع 200 اتفاقية مع جامعات؛ لتمويل كراسي للطلاب السعوديين (المستشفيات الأمريكية تتكفل المقبولين)، كما زار الملحقية 150 زائراً يمثلون البرامج الطبية من ولايات أمريكية مختلفة.
وأردفت "سمر" قائلة: "رصدت هيئة التعليم العالي الطبي للخريجين الأمريكية ECFMG زيادة عدد الأطباء السعوديين الحاصلين على الرخصة الأمريكية، مما دفع نائب الرئيس إلى طلب مقابلة فريق من الملحقية؛ للتعرف على برنامج الابتعاث".
وشهدت الملحقية الثقافية احتفالاً بالمناسبة، ضمن طلاب البرامج الطبية في منطقة العاصمة واشنطن دي سي، فرجينيا، وميرلاند، بينما أرسل الأطباء في الولايات الثانية مقاطع مصورة، سجلوا فيها مشاعرهم وأمنياتهم عن المرحلة المقبلة والتحديات التي ستواجهه.