عندما حضر المواطن تركي بن إبراهيم الشهراني، البالغ من العمر24 عاماً، إلى مستشفى القوات المسلحة بالجنوب، متبرعاً بكليته لوجه الله، كان دافعه إنسانياً محضاً، لكنه لم يكن يدري أن كليته ستنقذ مريضاً يبلغ من العمر 32 عاماً، ظل يعاني هذا الداء العضال ردحاً من الزمن. لم تستغرق إجراءات تبرع الشهراني وإكمال عمليات تطابق الأنسجة مع المريض المستفيد الذي كان ضمن قائمة الانتظار ويخضع نحو العام لثلاث جلسات من الغسيل الدموي أسبوعياً، وقتاً حتى تمت العملية الناجحة التي أشرف عليها فريق طبي يقوده الدكتور أحمد الهاشمي، مساعد مدير المستشفى للشؤون الفنية والطبية. وأوضح مدير إدارة مستشفيات القوات المسلحة بالمنطقة الجنوبية المكلف، العميد الركن عبد الله بن فالح الودعاني، أن العملية أعادت الحياة للمواطن والبسمة لأسرته التي ثمنت الموقف الإنساني النبيل للمتبرع الذي وهبهم كليته. وأضافوا في حديثهم ل "سبق" :"مهما قدمنا له من الشكر والثناء والتقدير على ما قام به تجاهنا فلن نوفيه حقه المستحق ولكن ما عند الله لن يضيع, لأنه بحث عن الأجر والمثوبة من الله قبلنا، وهذه من الأعمال الصالحة والصدقة الجارية, فله منا جزيل الشكر والدعوات الصالحة بأن يفرج الله عنه ويعوضه خيراً كما فرج على ابننا معاناته وكربته". وقدم فالح الودعاني هدية رمزية للمتبرع نظير ما قام به من عمل إنساني نبيل، مبيناً له أن ما قام به من عمل لا يمكن أن يجزى عليه إلا من الله سبحانه وتعالى، داعياً أن يمن الله على المتبرع والمستفيد بالصحة والعافية. من جانبه كشف المتبرع تركي الشهراني أنه حاول من قبل التبرع بكليته بالمدينة المنورة حيث يعمل, ولم يكتب للمحاولة النجاح، مؤكدا أن ما قام به لا يرجو منه إلا رضا الله سبحانه وتعالى. وأعرب الشهراني الذي غادر المستشفى في حالة صحية جيدة ومستقرة أن يجد المرضى المنتظرون على قوائم الانتظار، متبرعين لوجه الله، ليعيشوا آمنين مطمئنين بين أهلهم وذويهم.