أوصى المؤتمر الأول لتشجيع الرضاعة الطبيعية الذي نظمه مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام بجدة بضرورة مواصلة الجهود والبحث عن أفكار وخطط جديدة لمواجهة مصانع الحليب الصناعي ومقاومة إغراءات الشركات المصنعة وأساليبه الدعائية. وأوضح المشرف العام على مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام الدكتور خالد بن عبدالله العيسى أن الرضاعة الطبيعية في المجتمع السعودي تشهد تراجعاً ملحوظاً مشيراً إلى أن هذا الأمر في حاجة إلى إعادة نظر وترتيب الجهود والآليات المناسبة لدعم وتشجيع برنامج الرضاعة الطبيعية. ولم يخف العيسى أهمية مشاركة الإعلام في التوعية والتثقيف الصحي، مطالباً بإيقاف الترويج لمنتجات الحليب الصناعي ومنع وصوله إلى الطفل أمر يجب تفعيله على أرض الواقع بإيقاف دخوله إلى المستشفيات إلا في أضيق الحدود ( لمرض الأم ) وبعد إستشارة الطبيب. أما رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر إستشارية طب أطفال الدكتورة منى الصائغ فقد قالت"بالرغم من دعم وتشجيع الرضاعة الطبيعية في المستشفيات والمراكز الصحية إلا أن الدراسات والأبحاث أشارت إلى انخفاض خلال العقد الماضي في الإقبال على الرضاعة الطبيعية مضيفة أن هذه الدراسات أظهرت علاقة عكسية بين مستوى التعليم لدى الأم والرضاعة الطبيعية حيث تنخفض هذه المدة كلما أرتفع مستوى التعليم. في حين قال إستشاري طب أطفال وإستشاري عناية مركزة للأطفال الخدج في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني الدكتور همام قنديل"نجحت شركات الحليب الصناعي في تغيير عقول ومفاهيم الناس بخاصة النساء مستغلة تلك الشركات غياب التوعية وسوء التعليم وأهمية إدراك الرضاعة،وشركات الحليب الصناعي تكتب في علب الحليب أنه شبيه لحليب الأم ويزيد الذكاء والنظر وهذا كله غير صحيح، والمدونة العالمية والسعودية تمنع مثل هذه الدعايات، أعتقد أنه لا ينقص الأمهات في السعودية سوى التدريب والتعليم في أهمية وكيفية الرضاعة الطبيعية". وحذر الدكتور همام قنديل من وجود معلومات خاطئة في الكتب الموجهة للأطفال المتوفرة في المكتبات تتضمن أن حليب البقر هو الأفضل للطفل وهذا غير صحيح ليس هناك حليب للطفل أفضل من حليب الأم. وكشف الإستشاري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية أن ثمة برنامج مطبق في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في إقناع الأم ونجاحه في ترضيع أطفاله التوائم والخدج من خلال دورات تدريبية قبل وبعد الولادة وتعليم الأم طريقة تجديد وتخزين الحليب.