قضت محكمة المدينةالمنورة أمس بالقتل تعزيراً على محمد جنيدي وشقيقته جملات لثبوت تورطهما في استدراج واختطاف الطفلة راضية واستغلالها جنسياً، وتضمن الحكم أيضاً السجن بمدد متفاوتة على زوجاته الثلاث لمدة 12 عاماً. ووفقا لتقرير أعده الزميلان خالد الشلاحي و ماجد الصقيري ونشرته "عكاظ"، نطق قاضي المحكمة بالحكم أمس بحضور جميع المتورطين، بعد مداولات وجلسات استمرت نحو عامين اعترف خلالها المتهمون بما نسب إليهم بعد مواجهتهم بالأدلة والقرائن، حيث تأكد لناظر القضية تورط المتهمين في الاعتداء على الطفلة وخطفها، وعند سماع الحكم قرر المدانون الاستئناف وطالبوا بتقديم لائحة اعتراضية وسيرسل الحكم لمحكمة التمييز. وتعود تفاصيل القضية إلى ما قبل خمس سنوات حيث كانت الطفلة راضية تجاور والدتها في بسطة لبيع الأقمشة النسائية بالقرب من طريق السلام المؤدي إلى المسجد النبوي الشريف، عندما جاءتها امرأة منقبة لتشتري بمبلغ 100 ريال، وطلبت من والدة راضية إرسال ابنتها إلى منزلهم لتسلمها المبلغ، ومنذ تلك اللحظة غابت الطفلة راضية عن ذويها لتبدأ الأسرة في البحث المضني عن طفلتهم. وقضى الحكم أيضاً بسجن زوجته فاطمة أحمد عبد الحفيظ مصرية 10 سنوات، فيما حكم على زوجتيه زينب هارون محمد موسى (نيجيرية) وميرفت الإمام محمد السحيلي (مصرية) بالسجن لمدة سنة واحدة و 500 (خمسمائة) جلدة لعلمهما باختطاف الطفلة راضية. وفور تلقي الجهات الأمنية بلاغ اختفاء الطفلة تم تشكيل فريق للبحث من إدارة الأمن الجنائي وشرطة المنطقة المركزية وتم تمشيط المواقع القريبة والكشف على عدة مواقع شملت الحفر والمستنقعات المائية يتوقع أن تكون الطفلة سقطت فيها. وعثرت الجهات الأمنية خلال العام الماضي على حقيبة ملقاة بالقرب من أحد المساجد تفوح منها رائحة كريهة وبتفتيشها عثر فيها على جثتي طفلين. وتكشفت أولى خيوط القضية أثناء مرور ضابط تحقيق في شارع وسط المدينة اشتبه في امرأتين تسيران ومعهما أطفال حيث لاحظ أن المرأتين إحداهما أفريقية (سمراء) والأخرى عربية وترافقهم طفلة آسيوية حيث تم إحضارهن للقسم وبالتحقيق مع المرأتين، اعترفتا بأن الطفلة التي معهما تدعى راضية أفغانية الجنسية وتقيم معهم منذ أربع سنوات بعد أن تم اختطافها من إحدى ساحات الحرم. وبعد سلسلة التحقيقات اتضح أن من قام بخطف الطفلة راضية هي امرأة عربية موقوفة بإدارة الترحيل على إثر قضية، حيث احتجزت الطفلة مع أفراد أسرة شقيقها طيلة تلك السنوات وبالتحقيق مع المرأتين اللتين تم القبض عليهما أفادتا أنهما زوجتان لشقيق تلك المرأة الموقوفة لدى الترحيل وأن الطفلة راضية تم اختطافها من قبل جملات شقيقة زوجهما محمد جنيدي، كما أفادتا بأن الطفلين اللذين عثر على جثمانيهما داخل الحقيبة أحدهما عمره 3 أعوام والآخر سنة ونصف السنة توفيا قبل ثلاث سنوات حيث أصيبا بمرض تشوهات بالقفص الصدري وأورام في المخ أفضت لوفاتهما، وقام والدهما محمد جنيدي بوضعهما بعد وفاتهما مباشرة بداخل حقيبة وتركهما في سطح المنزل الذي يسكنون فيه طوال تلك الفترة بحجة أنهم يقيمون بطريقة غير نظامية. وكشفت التحقيقات أن جنيدي خطط للهروب، بحيث يبدأ بترحيل زوجتيه ويلحق بهما، إلا أن أفراد البحث والتحري عجلوا في مهمة القبض على الزوج (محمد جنيدي) داخل منزله ومعه ابنه 10سنوات وابنتا شقيقته (جملات) الموقوفة بالترحيل وتبلغ أعمارهما 10سنوات و11سنة ليتم تسليم القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وإحالة النساء إلى سجن النساء .