تعد فترة الاختبارات من أصعب الفترات التي يمر بها الطلاب على مدار العام، حيث هناك من يراها مرتعاً للخروج والتفحيط، وهناك من يراها فرصة مناسبة لترويج حبوب الوهم بحجة أنها تساعد على شدة التركيز، وبالرغم من كل التحذيرات إلا أنه لا يزال هناك قلق من الأسرة تجاه تصرفات أبنائها. وطالب مختصون بضرورة تكثيف الأمن على المدارس في فترة الاختبارات وتضافر جهود الأسرة والمدرسة والأمن معاً في الحفاظ على أبنائنا. صفقات مريبة في البداية، أوضح أحد الطلاب ل "سبق" أنه يستمتع بوقته مع زملائه عقب الاختبارات، قائلاً: أشعر بالضغط النفسي عقب الاختبارات، وعندما تنتهي أتفق مع زملائي على تناول الإفطار في أحد المطاعم. وأكد أنهم يتبادلون فقط الضحكات البريئة، ويقضون وقتاً ممتعاً سوياً، مبيناً أنهم بعد قضائهم وقت الراحة، يشعرون بالتجديد، ويذهبون إلى البيت لمتابعة المذاكرة مرة أخرى. بينما أعرب طالب آخر عن أسفه لسلوكيات بعض زملائه، قائلاً: علمت أن بعض زملائي انجرفوا إلى عالم المخدرات، لافتاً أنه يلاحظ فوضى، وصفقات مريبة أمام مدارس الطلاب في فترة الاختبارات، وطالب الجهات المسؤولة بتكثيف الأمن أمام المدارس في فترة الاختبارات. تكثيف الحملات الأمنية وأبدت "أم فهد" مخاوفها على ابنها، قائلة: ابني يهوى قيادة السيارات، ويمارس التفحيط عقب انتهاء الاختبارات، تعبيراً عن سعادته، لافتة إلى انتشار ظاهرة تفحيط الطلاب أمام المدارس دون وجود رادع لهم، وطالبت في ختام حديثها بتنظيم أماكن لممارسة سباق السيارات، حتى تنتهي مخاوفها على ابنها. شاركها القلق "أبو عبد الله" قائلاً: سمعت أن مروجي المخدرات ينشطون في فترة الاختبارات، وأخشى أن يقع ابني في براثنهم، مؤكداً حرصه على تربية أبنائه على الدين والأخلاق الفاضلة، بيد أنه يخاف من تأثير أصدقاء السوء، وناشد في ختام حديثه المدارس أن تراقب الطلاب، وتنظم عملية الخروج عقب انتهاء الاختبارات، كما ناشد المسؤولين تكثيف الحملات الأمنية على مدارس الطلاب في فترة الاختبارات.
أعمال غير أخلاقية ولم تُخف "أم أسيل" مخاوفها على بناتها قائلة: أعلم أن الطلاب يعاكسون الفتيات عقب الاختبارات، مبدية أسفها للحادث المؤلم الذي وقع لإحدى قريباتها، وقالت: تعرضت ابنة أختي لحادث سيارة نتيجة لتفحيط أحد الطلاب المستهترين، أمام مدرسة البنات، وطالبت المسؤولين بتشديد المراقبة على المدارس وقت الاختبارات. ورفض أحد المعلمين، تحتفظ "سبق" باسمه، السلوكيات الخاطئة لبعض الطلاب في موسم الاختبارات قائلاً: علمت أن بعض الطلاب يستأجرون شققاً مفروشة، ويمارسون أعمالاً غير أخلاقية، مبدياً أسفه لتجاهل الأسرة لأبنائها في فترة الاختبارات، وطالب في ختام حديثه الأهل باحتواء أبنائهم ورعايتهم فترة الاختبارات.
غياب الرقابة أوضح عضو برنامج الأمان الأسري عبدالرحمن القراش أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب يعتبرون أيام الاختبارات فترة ذهبية للاستمتاع بوقتهم في أماكن متفرقة، مع ممارسة ما يحلو لهم دون قيد أو متابعة، حيث التسكع في الأسواق والتفحيط في الشوارع، وهناك من يكوّن عصابات شللية للمضاربات وتعاطي الحبوب المنشطة ومن ثم تمزيق كتب الاختبارات والكتابة على الجدران وإفساد الممتلكات. ولفت إلى أنه عادة ما تزداد فورة تلك السلوكيات بنهاية آخر يوم في الاختبارات، نتيجة لغياب الرقابة الأسرية من خلال إعطاء الأبناء للسيارات أو زيادة المصروف، مشيراً إلى أن الآباء لا يدركون أن فترة الاختبارات تعد من أخطر فترات العام الدراسي، وأول عتبة في طريق الانحراف وتعلم السلوكيات التي تكبر في نفس الناشئة مع مرور الوقت إذا لم يتم تداركها مبكراً.
قصور المتابعة وأعرب عن استيائه من قصور المتابعة من قبل إدارات المدارس لطلابها والسماح لهم الخروج مبكرا أو بين الفترتين وذلك بسبب عدم تأمين كل ما يلزم لبقاء الطلاب في المدرسة، كما أن هناك قصوراً في الوجود الأمني عند المدرسة لتنظيم حركة السير أو متابعة أماكن التفحيط التي يعتادها الشباب، وقال: للأسف الكل شركاء في انعكاس السلبيات التي تصدر من قبل الطلاب أثناء الاختبارات على المجتمع. وطالب القراش بتضافر الجهود بين البيت والمدرسة والجهات الأمنية، حيث يتحتم على الأبوين توعية أبنائهما وبناتهما بمخاطر هذه الفترة ومتابعتهم ومحاسبتهم على التأخر، كما يجب على المدارس عدم إخراج الطلاب بين الفترتين أو السماح لهم بالتواجد خارج المدرس قبل أو بعد الاختبار، ولا يتم ذلك إلا بالتنسيق مع الجهات الأمنية من خلال تواجدها ومتابعتها الدائمة ومحاسبة أي شخص يخالف الأنظمة. موسم الترويج من جهته كشف "ثابت حسن ثابت" مرشد تعافي من المخدرات داخل مستشفى الأمل بجدة ل "سبق"، أن فترة الاختبارات تعدّ من أهم المواسم لمروّجي المخدرات في استغلال الطلاب وإقناعهم بقدرة الحبوب المخدرة على التركيز والتحصيل الدراسي بشكل أفضل. وحذّر الطلاب من الانجراف وراء هذه الادعاءات الكاذبة من قبل المروّجين الذين باتوا يقدّمون خدمة التوصيل للمنازل عن طريق التواصل في المواقع الإلكترونية مع الطلبة. وأفصح عن طريقة الطلاب في طلب الحبوب المخدرة، والتي تكون عن طريق الاتصال بمروج مجهول أو غير معروف البيانات للحصول على الحبوب المخدرة، موجهاً رسالة إلى الأسرة بضرورة تهيئة المناخ المناسب للمذاكرة والتقرب من أبنائهم حتى لا ينساقوا وراء أصدقاء السوء. وشدّد ثابت على دور المؤسسات التعليمية في توعية الطلاب قبل فترة الاختبارات عن طريق المحاضرات في المدارس والجامعات بخطورة تعاطي المنبهات المخدرة، مشيراً إلى أن رفقاء السوء يستغلون دائماً الطالب غير المجتهد، المستهتر كي يقع معهم في مستنقع الإدمان، ففترة الاختبارات تعد بوابة الإدمان لما يعقبها من إجازة صيفية.
حبوب الوهم من جهته، حذر الخبير الدولي مساعد مدير عام مكافحة المخدرات عبدالاله الشريف بأن مروجي حبوب الوهم يعطون صورة إيجابية لهذه الحبوب، وأنها تساعد على السهر والاستيعاب والتحصيل الدراسي السريع، واعتقادهم أنها تساعدهم على المذاكرة وحفظ المعلومات بجهد أقل. وبيّن الشريف أن هذه الحبوب خطيرة جداً وتفتك بعقل الإنسان المتعاطي، موضحا بأنه يمكن للأسرة أن تكتشف ابنها المتعاطي إذا تبيّن عليه السهر والقلق والهلاوس والانفعال الزائد وشحوب الوجه وكثرة الكلام والثرثرة وقلة شهية الأكل، وانبعاث رائحة كريهة من الفم، والعدوانية لأتفه الأسباب.