أكد الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، الدكتور خالد بن عبدالرحمن الشايع، أن المجلة الفرنسية "شارلي إبدو"، التي نشرت يوم الأربعاء الماضي ملفاً به رسوم مسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- "مارست تضليلاً ساذجاً باجتزاء معلومات تم توظيفها للسخرية من خلال الرسوم البشعة"، مبيناً أن الملف يتضمن مغالطات وأخطاء لا تمت للسيرة النبوية بصلة، إضافة إلى المجازفة بتجسيد الرسول بالصور "وكانت صوراً قبيحة يفتقد من رسمها لأدنى درجات الذوق". وكانت المجلة الأسبوعية الفرنسية الساخرة نشرت ملفاً خاصاً حول سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كقصة مصورة بالرسوم الكاريكاتورية، ضمن كتيب ملحق بالمجلة في 62 صفحة مليئة بالصور المشوهة والمسيئة للرسول -عليه الصلاة والسلام- وللملائكة الكرام، إضافة لصفحتين ضمن العدد.
وقال الدكتور الشايع في بيان أصدره بهذا الشأن: "لا يشك المسلم أن الإساءة من هذه المجلة تتكرر مرة أخرى، ولكنها هذه المرة بأسلوب ملتوٍ وماكر، حيث زعمت المجلة أنها استندت لمراجع إسلامية، إضافة للسيرة التي كتبها المستشرق ماكسيم رودنسون Maxim Rodinson".
وأضاف: "بالنظر لاستيعابنا للمراجع المذكورة، فإن المجلة مارست تضليلاً ساذجاً باجتزاء معلومات تم توظيفها للسخرية من خلال الرسوم البشعة، فهذا الملف يتضمن مغالطات وأخطاء لا تمت للسيرة النبوية بصلة، إضافة إلى المجازفة بتجسيد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- بالصور، وكانت صوراً قبيحة يفتقد من رسمها لأدنى درجات الذوق، ونجد أن المجلة ستكون مخطئة لو رمزت بها لأي فرد من أبناء الشعب الفرنسي، أو لأي إنسان من عالمنا. فكيف بالرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي كان في أعلى درجات الكمال الإنساني في خِلقته وفي أخلاقه، وفي جمال وجهه وصورته الظاهرة الطاهرة؟!".
وأكد أن "هذه الخطوة من (شارلي إبدو) لا بد من إخضاعها لحكم الشريعة ولقوانين وأخلاقيات الصحافة ومواثيق الإعلام الدولية، حيث إن فتوى علماء المسلمين والمجامع العلمية الفقهية ودور الإفتاء في العالم الإسلامي أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء في الصور ولا الأفلام؛ لأن الأنبياء -عليهم السلام- لهم مكانتهم التي كرمهم الله بها، وهم مصدر الأخلاق والقيم السامية في المجتمعات الإنسانية، كما أنهم المصدر في بيان عبادة الله وتوحيده"، مضيفاً: "وإذا تساهل الناس في تصويرهم بالصور الكرتونية والرسوم الكاريكاتورية فإنهم بهذا يقللون من شأنهم، ونفقد المصدر الأساس للأخلاق والقيم التي تتعطش لها المجتمعات الإنسانية اليوم".
وذكر الشايع أنه "لا يخفى أن القوانين والمواثيق الصحافية والإعلامية وأخلاقياتها تمنع استفزاز الآخرين من منطلقات دينية أو عرقية، وهذا ما لا تلتزمه الصحيفة المذكورة للأسف الشديد، مستغلة مفاهيم الحرية بشكل مسيء".
وأشار في بيانه إلى أن المسلمين جميعاً "يعظمون جميع الرسل عليهم السلام، ولا يرتضون أن ينالهم أي شيء يقلل من مكانتهم، خاصة خاتمهم محمد عليه الصلاة والسلام، الذي تكرر من مجلة (شارلي إبدو) باستفزاز مشاعر المسلمين بنشر ما يسيء إليهم في نبيهم".
ودعا الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، المسلمين إلى التعامل الحكيم مع إساءة هذه المجلة وغيرها، مبيناً أنه "بات من المعروف أنها كلما تدنَّت مبيعاتها لجأت لاستفزاز المسلمين بالسخرية من رسولهم الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذا ما صرح به (باسكال بونيفاس) مدير المعهد الفرنسي للدراسات الدولية والإستراتيجية "إيريس"، وقال: إنه ليس من الشجاعة استفزاز مشاعر المسلمين لوقف تدني معدلات توزيع المجلة رغم احترام الجميع لحرية التعبير والصحافة".
وقال الشايع إنه "إذا كانت مجلة (شارلي إبدو) صادقة في رغبتها نشر قصة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- فإنَّ الهيئة العالمية للتعريف بالرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي هيئة مرجعية في هذا الجانب، ومقرها في رحاب المكان الذي عاش فيه رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ترحب بأن تقدم، وبلا مقابل، لمجلة (شارلي إبدو) محتوى موثوقاً عن السيرة النبوية، مدعماً بأطلس وبالصور المكانية دون تجسيد للشخصيات، لنشره على صفحاتها، بحيث يسهم هذا المحتوى في نشر السلام في العالم، ويزيل المشاعر العدوانية، وقد وصف الله رسوله محمداً عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم فقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، وأن تستفيد من موقع هيئة التعريف بالرسول بلغاته المتعددة www.mercyprphet.org".
ولفت إلى أن "العالم اليوم يشهد اضطرابات عديدة، أريقت فيها الدماء وأزهقت الأرواح، بغياً وعدواناً، بما يجعلنا أحوج ما نكون لنشر أسباب السلم والعدل، خاصةً احترام الشرائع السماوية، واحترام الأنبياء والمرسلين. وهو القرار الذي تبنته لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، والذي يدعو إلى محاربة تشويه الأديان، لاسيما الإسلام، الذي زادت وتيرة تشويهه في الأعوام الأخيرة، وللأسف الشديد".
وختم بيانه قائلاً "وأذكِّر بالدعوة الكريمة التي نادى بها خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لأن تجتمع أمم الأرض على منع الإساءة للرسل أو رسالاتهم، وأن يكون هذا من خلال ميثاق دولي تتبناه الأممالمتحدة".