أكّد الفلكي الدكتور خالد الزعاق، دخول النجم الثاني من نجوم موسم المربعانية، اليوم الأحد. وقال الزعاق إن دخول النجم الثاني يُعرف بتوسط نجوم الثريا السماء بُعيد مغيب الشمس، ويُقال في خروج الثريا وقت المغرب: "إذا طلعت الثريا من عشي ترى زرع الشتاء قد تهيا"، أي إذا تمت مشاهدة نجمة الثريا من بعد مغيب الشمس فإن ذلك إيذان ببداية موسم زراعة القمح والشعير، وهو امتدادٌ للوسمي من حيث المطر فمطره نافع ورقراق وسحبه منفرشة. وأشار الزعاق إلى أن المربعانية اثنتان، مربعانية القيظ ومربعانية الشتاء، فالقيظ تبدأ بمشاهدة الثريا قُبيل شروق الشمس عند خروجها من رحم حمرة شعاع الشمس، ومربعانية الشتاء تبدأ بمشاهدة الثريا بُعيد مغيب الشمس بعد دخولها أول سواد الليل.
ونجم المربعانية الثاني مرحلة الاقتران الأول للثريا بالقمر، والذي يحدث في اليوم الحادي عشر من الشهر الهجري، والذي يُقال فيه قران حادي برد بادي، أي إذا اقترنت الثريا بالقمر يوم الحادي عشر من الشهر الهجري، فإن ذلك دليل على ابتداء موسم البرد الشديد والأيام الأولى من هذا النجم تدخل في حيز الوسم الذي يمتد تقريباً طوال فترة الوسم وعشرين يوماً من المربعانية. وأوضح الزعاق أن هذا النجم يستمر لمدة ثلاثة عشر يوماً ويسمى نجم القلب ويُقال فيه: "إذا طلع القلب امتنع العذب، وصار أهل البوادي في كرب"، وفيه بداية البرد الجاف والذي يدخل مع الإنسان في فراشه، وفيه أيضا يبلغ الليل طوله والنهار قصره وهو موسم برد الانصراف الذي يُقال فيه لا برد إلا بعد الانصراف ولا حر إلا بعد الانصراف حيث يشتد البرد وتهب فيه الرياح الباردة ويتكون الضباب في الصباح الباكر، وتبدأ فحول النخيل بالطلع من منتصف المربعانية ويكثر طلع النخيل في نهاية موسم المربعانية. وقال الزعاق إن في هذا النجم تبدأ هجرة الوز الشتوي وقطا العراق المسمّى عند البعض بالنغاق، وفيه يستلذ بطهي الحنيني أما في نهاية المربعانية فهو موسم البرد الرطب غير الجاف أي البرد الذي يخرج البخار من الجوف، وتنتهي المربعانية بظهور النمل من باطن الأرض بعد اختفائه، وخلاله تضعف المنخفضات الجنوبية فتسيطر المرتفعات الشمالية على مجريات الطقس ويتمثل ذلك في هبوب الرياح الشمالية الباردة، وطقس المربعانية ينقسم إلى قسمين: طقس امتزاجي، وطقس انفصالي، فالامتزاجي يتسم به النجم الأول من المربعانية فطقسه لا يختلف كثيراً عن طقس الوسمي، أما الانفصالي فيبدأ بحلول النجم الثاني من المربعانية.