ضمن فعاليات برنامجه المتخصص في الإعلام الجديد، نظم النادي الأدبي بالرياض حلقة نقاش بعنوان: المصداقية والمهنية في الإعلام الجديد، شارك فيها فيصل المشوح رئيس تحرير صحيفة "أنباؤكم" الإلكترونية، ومحمد الشقاء رئيس قناة إيضاح الجوالية، ووضحاء آل زعير. تناول فيها المشاركون الحوار حول المصداقية والمهنية التي حققتها وسائل الإعلام الجديدة من خلال التطرق لثلاث تجارب مختلفة، الأولى كانت تجربة الصحف الإلكترونية وتحدث عنها الزميل فيصل المشوح، والتجربة الثانية كانت لمحمد الشقاء عن إعلام ال sms، فيما تناولت وضحاء آل زعير تجربة الفيس بوك. في البداية تحدث المشوح عن دور الصحف الإلكترونية والإعلام الجديد في نشر الشفافية والموضوعية، لافتاً إلى أنها فتحت آفاقاً جديدة لم تكن متاحة في السابق من خلال الاستفادة من وسيلة الاتصال الأسرع نمواً في تاريخ البشرية، لافتاً إلى أن نحو 36 % من عدد السكان في المملكة، أي ما يقرب من 9 ملايين نسمة يستخدمون الإنترنت، بحسب إحصائية صادرة في عام 2008، مشيراً إلى أن هذه الحقائق تظهر بوضوح أهمية الإنترنت في حياة الإنسان المعاصر، وضرورة الاستفادة منه بشكل إيجابي عن طريق تقديم منتجات جديدة وفاعلة سواء في المجال الإعلامي أو المجال التجاري أو المجال القانوني وغيرها من المجالات. ولفت المشوح إلى أن أغلب الصحف الإلكترونية جاءت كمبادرات فردية أو شخصية من قبل هواة، ما أوقعها في بعض الأخطاء لكن العديد من الصحف استطاعت تلافي مثل هذه المشكلات وتقديم رسالتها بشكل جيد وإيجابي، مشيراً إلى أن هذه النقطة فتحت الباب لدى البعض للتشكيك في مصداقية تلك الصحف ومهنيتها، وهو ما ارتأى النادي الأدبي فتح باب النقاش حوله، مشيراً إلى أن المنافسة مع الصحف الورقية أسهمت في خلق مثل هذا الاعتقاد حيث ساهمت بعضها بشكل أو بآخر في محاربة الصحافة الإلكترونية أو التشنيع حولها لأنها باتت تهددها وسحبت من حولها البساط في كثير من الأحيان، الأمر الذي تنبهت له مؤخراً فتحولت من الهجوم إلى المنافسة بعدما أدركت أن الأسلوب الأول غير مُجد. ورأى المشوح أن المصداقية متحققة في الإعلام الجديدة لأن الكثير من الناس يشاركون بأسمائهم الصريحة وينشرون أخبارهم بأنفسهم وهو الأمر الذي يكون أسرع في القبول والتصديق والانتشار والذيوع، فأصبح الإنسان هو مصدر أخبار بنفسه، مشيراً إلى أن هذا لا يعفي الإعلام الجديد من القول بانتشار الشائعات فيه بشكل واسع، وذلك لدخول الأسماء المستعارة وإمكانية انتحال الهوية، متطرقاً إلى نقطة تعليقات القراء وما قد تحمله من إساءات ومدى تحمل المسؤولية من قبل الجهة الناشرة لها سواء كانت صحيفة إلكترونية أو مدونة شخصية أو غيرها. ومن أهم الإيجابيات التي أنتجها الإعلام الجديد في نظر المشوح هي الشفافية في الطرح والتطرق إلى مناطق لم تكن مسموحة في الإعلام الورقي التقليدي الذي اعتادت أن تكون لسانا لأشخاص بأعينهم أو سياسيات محددة وضعها مالكوها أو الجهات الرسمية المشرفة عليها، وهو ما تحررت منه وسائل الإعلام الجديد، حيث أصبح كل واحد بإمكانه أن يقول رأيه بمنتهى الحرية مما حدا بالبعض إلى إطلاق لقب إعلام الفرد على ظاهرة الإعلام الجديد الذي أفرزته الشبكة العنكبوتية. وأبدى محمد الشقاء اعتراضه على مصطلح الإعلام الجديد، متسائلاً إلى متى سيبقى جديداً، متطرقاً إلى تجربته مع نوع جديد من هذا الإعلام وهو خدمات تقديم المحتوى الإخباري عن طريق رسائل الهاتف الجوال sms و mms ، وقال الشقاء: إن خدماتهم تقدم للمناطق المختلفة عن طريق تقديم محتوى إخباري بطابع محلي يهتم بأخبار كل منطقة بشكل خاص غطت حتى الآن 12 منطقة. وعن الصعوبات التي تواجه مثل هذا النوع من الإعلام، رأى الشقاء أن ندرة الكوادر المهنية المتخصصة في هذا المجال هو التحدي الأبرز بخلاف أن الخطأ تكون تبعاته أكبر وأخطر لأن الانتشار سريع بشكل رهيب يجعل هذه الوسيلة في مقدمة وسائل نقل الشائعات بامتياز لكنه لفت إلى أن ميزة مقابلة وهي سرعة تصحيح الخبر والاعتذار عنه بشكل آني وسريع بخلاف وسائل الإعلام الأخرى فالمتلقي الذي تلقى الخبر الكاذب أو الشائعة هو نفسه من ستصله المعلومة الصحيحة وسيكون معرضا للاطلاع عليها بنسبة تفوق أي وسيلة أخرى كالجريدة أو الإذاعة أو التلفزيون أو حتى الموقع الإخباري لأن الهاتف هي الوسيلة الوحيدة التي لا تفارقه ويستخدمها بشكل شخصي ودائم. من جانبها رجحت وضحاء آل زعير المهنية والمصداقية عند الإعلام التقليدي، كونه يمر بمراحل عديدة من الرقابة لا تتوفر في وسائل الإعلام الجديد، لكنها شددت على أهمية هذا النوع وإيجابياته كمصدر لا يمكن غض الطرف عنه سيما إذا ما علمنا أنه يتمتع بإتاحة وسائل الميديا التي تعزز من مصداقيته كالفيديو والصور وغيرها مما جعله مصدرا مهما لوسائل الإعلام، وعرضت آل زعير نماذج من اعتماد وسائل الإعلام على ما يدور في الشبكات الاجتماعية من أخبار وجدال كمصدر مهم لأخبارها لافتة إلى العديد من المميزات التي أطلقها فيس بوك وتصب في خدمة وسائل الإعلام كالتصويت على الأسئلة والنقاشات والتي أصبحت مصدرا لتقارير ودراسات واستطلاعات الرأي في العديد من وسائل الإعلام الكبرى.