كشف الفيلم الوثائقي الذي أعده الإعلامي السعودي والخبير في تنظيم القاعدة فارس بن حزام , في حلقته الثالثة والأخيرة , التي بثتها قناة "العربية"مساء أمس الجمعة عن الخمسة عشر شهرًا التي شهدت "الفترة الأعنف في التاريخ السعودي" بين عناصر تنظيم القاعدة ورجال الأمن , والتي كللت بتمكن رجال مباحث عاديين من رصد أخطر وأشرس شخصيتين بارزتين في تنظيم القاعدة هما عبد العزيز المقرن "قائد التنظيم" ونائبه فيصل الدخيل , في محطة بنزين بحي الملز , عندما توقف المقرن والدخيل بسيارتهما في المحطة للتزود بالوقود , وشراء بعض إحتياجاتهما من محل تموينات بالمحطة , فتم رصدهما من قبل رجال مباحث يرتدون ملابس مدنية , كان منهم ضابط برتبة عقيد , الذي تأكد من شخصية المقرن والدخيل , فبدأت عملية حصار دون شعور المطلوبين حتى لا يتمكنا من الهرب . وأخطر "العقيد" الأجهزة الأمنية للمساهمة في حصار المنطقة , وقبيل وصول أول دورية للمكان شعر "المقرن" و"الدخيل" بأنهما مرصودان من رجال الأمن فحاولا استخدام سلاحيهما , إلا أن سرعة رجال المباحث المدنيين في التعامل معهما , وإطلاق النار عليهما في مناطق قاتلة أدت إلى مصرع "المقرن" و"الدخيل" , ونقلت الجثتين إلى مستشفى حكومي قريب حيث تم التأكد من شخصية القتيلين . وتعرض فيلم "أيام الدم" إلى عملية الملاحقة الأمنية للتنظيم إليكترونيا , حيث نجحت الأجهزة الأمنية في رصد رسائل عبر الإنترنت بين عناصر القاعدة في السعودية , والتعامل معها والإيقاع بأبرز رؤوس التنظيم . وتمكنت الأجهزة الأمنية السعودية من تفكيك عدد من الخلايا من خلال المعلومات الدقيقة التي تم رصدها إليكترونيًا, وان الحرب الإلكترونية بين الأجهزة الأمنية السعودية والفئة الضالة إنتهت بقتل رموز الإرهابيين أو القبض عليهم وتفكيك خلاياهم . وتناول الفيلم شخصية قائد تنظيم القاعدة في السعودية عبد العزيز المقرن وشراسته , والتدريب الذي حصل عليه في أفغانستان والمناطق الساخنة خارج المملكة , وكذلك عناصر أخرى من قيادات التنظيم حصلت على هذه التدريبات القاسية , والتي جعلت لعملياتهم الإرهابية وقع اعنف داخل المملكة استمر 15 شهرًا , حتى كان للأجهزة الأمنية اليد الطولى في السيطرة والمباغتة والضرب وتفكيك الخلايا والمداهمة. وتناول الفيلم أعنف عملية للقاعدة في السعودية والتي استهدفت مهندسين أمريكيين الأول تم خطفه من سيارته بعد حقنه حقنة مخدرة وهو "بول جونسون" والثاني قتل وهو في سيارته أمام منزله . وقد حاول عبد العزيز المقرن أن يستغل اختطاف "جونسون" ويطلب الإفراج عن جميع العناصر الإرهابية في السجون السعودية , وهو الأمر الذي رفضته تمامًا السلطات السعودية , ولم تمض ساعات بعد قتل التنظيم للمهندس الأمريكي , حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من قتل المقرن والدخيل. وتناول الفيلم حادثة فندق الواحة في المنطقة الشرقية , وتمكن عناصر "القاعدة" من دخول الفندق , واستهداف كل أجنبي غير مسلم وقتله , وطبقا لما جاء في الفيلم الوثائقي "أن عناصر القاعدة كانوا يختبرون أي شخص محتجز إن كان مسلمًا أو غير مسلم بالطلب منه قراءة الفاتحة , فإن قراها نجا من القتل , وإن لم يقراها قتل , وأن "نصرانياً" نجا من القتل لأنه وجد في غرفته سجادة ومصحف , وقد قتل في الحادث أكثر من 12 شخصا وعشرات الجرحى ونجح المهاجمون في الفرار من المكان. وتحدث الفيلم عن فتاوى القتل واستحلال دماء غير المسلمين مفسرين الحديث النبوي الشريف بطريقة مغايرة "اخرجوا المشركين من جزيرة العرب" والذي استدلوا به على قتلهم لغير المسلمين . وفند المشايخ سلمان العودة وعائض القرني وسليمان الدويش هذه المزاعم والفهم المغلوط للقاعدة واستدلوا بحديث رسول الله "من قتل ذميا لن ير رائحة الجنة" وأن الأجانب أتوا للمملكة بعهد وميثاق وأن تأشيرة دخولهم للبلاد تعد عهد أمان لهم. وانتهى الفيلم "أيام الدم" بالتأكيد على استمرارية التضييق على كل من يؤمن بالعنف لعقود لا لسنوات لتتخلص البلاد من هذا الفكر التكفيري.