هواجس "شبح" أنفلونزا الخنازير, وحالة الرعب التي تتملك المواطنين والمقيمين, سيطرت على حفلات معايدة العيد, اليوم- السبت- في المصالح الحكومية, والقطاع الخاص, فقد آثر المعايدون الابتعاد عن "القبلات" و"الأحضان", واكتفى الكثيرون بالمصافحة عن بعد, أو السلام بالأيدي, كما حرص الكثيرون على مغادرة الأماكن المخصصة للاحتفالات إذا كانت مغلقة, كما فضل الكثيرون وضع الكمامات احترازاً. وكانت الجهات الحكومية, قد شهدت صباح اليوم حفلات معايدة بين منسوبي هذه الجهات, كعادة العاملين في المصالح الحكومية عقب إجازة عيد الفطر والأضحى, وقد سيطر على المعايدات الخوف من انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير, فقد اكتفى المعايدون بالسلام بالأيدي, ومنهم من حرص على تعقيم يديه بعد الحفل, وهناك من آثر السلام عن بعد, وفضل الكثيرون عدم المكوث فترة طويلة في المكان المخصص للمعايدات, وطغى الحديث عن "أنفلونزا الخنازير" على الأحاديث الودية التي تداولت بين الموظفين, كما لوحظ عدم الاهتمام بوضع الإرشادات التوعوية الخاصة بالفيروس, وكيفية الوقاية منه في المداخل الخاصة بالمصالح الحكومية, ولكن "سبق" رصدت الاهتمام الكبير من قبل وزارة الشؤون الإسلامية بوضع اللافتات والإرشادات التحذيرية في جميع مداخل الوزارة, وفي المصاعد الكهربائية, وفي جميع الأدوار, وعلى مداخل مكاتب الموظفين, وإن كانت مصادر أرجعت اهتمام الشؤون الإسلامية بوضع الإرشادات الخاصة بأنفلونزا الخنازير في جميع مفارق الوزارة وأدوارها, إلى ما تم تداوله عن رفض بعض أئمة المساجد توزيع النشرات والبروشورات التوعية, الخاصة بفيروس أنفلونزا الخنازير داخل المساجد, لأن بها صور أرواح, ولكن مصادر في الوزارة نفت ذلك وأكدت على أن التعليمات الصادرة للائمة بمنع توزيع أي أوراق داخل المساجد حفاظاً على قدسيتها, وإذا كانت هناك مطويات أو بروشورات معتمدة تسلم لإمام المسجد, ويقوم بوضعها في الأماكن المخصصة للمطويات بجوار أبواب المسجد. وانتقلت هواجس عدم المصافحة والقبلات في العيد أيضاً إلى العاملين في القطاع الخاص, الذين اكتفوا بالسلامات بالأيدي, وقال "نواف": أن الجميع خائف من أنفلونزا الخنازير, والرعب يتملك الجميع, وأعتقد أن عدم القبلات والأحضان يدل على وعي الجميع. وقال "سلطان" الاحتراز واجب, وأعتقد أن القبلات في ظل الانتشار الكبير للفيروس خطر شديد. وأضاف "هشام" الأمر لم يقتصر على عدم الأحضان، بل كان أيضاً في الإعداد للاحتفالات التي خلت من تقديم الحلوى والاكتفاء بتوزيع المياه وعلب العصائر المغلقة. وقد نصح استشاري الأمراض المعدية بمستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور فهد الربيعة المواطنين بالتقليل أو تفادي القبلات والعناق والمصافحة خلال أيام عيد الفطر المبارك واستبدال ذلك بما هو مقبول اجتماعياً في خطوة وصفها ب"الاحترازية" لمنع انتقال فيروس أنفلونزا الخنازير. وقال: إن القبلات أكثر فرصة لانتقال الفيروس من المصافحة, مشدداً على أهمية غسل اليدين بالماء والصابون بعد السلام على أكثر من شخص وتفادي لمس العين أو الأنف. ونصح الربيعة مريض أنفلونزا الخنازير بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة خاصة في مواقع الاحتفالات التي أعدتها أمانة مدينة الرياض ومن معايدة الآخرين. وقال: "يجب تفادي الأماكن المزدحمة والتواجد في الأماكن المفتوحة وعند تواجد مصاب في العائلة يجب عليه لبس الكمام لحماية الآخرين، وغسل اليدين جيداً وعدم لمس العينين. وحول لبس الكمامات في أوقات جميعها احتفالات ومناسبات قال الربيعة: "من ناحية علمية وطبية الكمامات تقلل من انتقال المرض وينصح بها ولكن من ناحية عملية واجتماعية ربما لا تكون مقبولة أو صعبة لدى البعض.