وجَّهت إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة إدارة متابعة القضايا والشكاوى التعليمية بتشكيل لجنة تحقيق مع أحد المعلِّمين، إثر ضربه طالباً بالصف السادس الابتدائي، وتسببه في دخوله في أزمة نفسية، لم تستطع أسرته إخراجه منها، علاوة على تغيُّبه عن المدرسة منذ الأسبوع الماضي. وكانت "سبق" قد انفردت بنشر القضية في 10 ذي القعدة الحالي؛ حيث طالب المواطن "ح. س" وزارة التربية والتعليم وإدارة التعليم بمنطقة مكة المكرّمة بتشكيل لجنة تحقيقٍ عاجلة مع أحد المعلمين بمدرسة الإمام الدوري لتحفيظ القرآن الكريم ببحرة، جنوب مدينة جدة، نظير ما قام به من ضرب ورفس وركل ابنه أمام زملائه، وسحبه على البلاط "حتى يتنظّف الفصل"، حسب وصفه. وتشير المعلومات، التي حصلت عليها "سبق"، إلى أن المواطن رفع برقيتَيْن، إحداهما لوزير التربية والأخرى للمدير العام للتربية بمنطقة مكة المكرّمة، طالب فيهما بأخذ حقه وحق ابنه وعقاب المعلم. وقال الوالد: "ابني بالصف السادس الابتدائي قام بإعطاء زميله عبوة ماء بالفصل؛ الأمر الذي دفع المعلم لأخذ العبوة ورميها في سلة النفايات، ونهر الابن، وطلب منه عدم تكرار ذلك؛ فقال ابني للمعلم: لماذا فعلت ذلك وهذه عبوة ماء نظيفة أشرب منها؟! فقام المعلم بطرده من الحصة، وأبقاه خارج الفصل حصتَيْن كاملتَيْن". وتابع: "بعد ذلك حاول ابني في نهاية الحصة الأخيرة أخذ حقيبته فوجدها مبعثرة، فاشتكى للمعلم نفسه، فرد الأخير بصفعه على وجهه وركله في بطنه، ثم رفعه ورماه على الأرض وهو يركله تارة ويسحبه على بلاط الفصل تارة أخرى، وهو يردّد: (أبي أنظف بلاط الفصل بثوبك) أمام الطلاب، الذين ذهبوا لإبلاغ معلم آخر، وطلبوا منه التدخل، وإنقاذ زميلهم من ذلك المعلِّم". ولفت الوالد إلى أن أحد معلمي المدرسة هرع إلى الصف، وحاول إبعاد زميله عن الطالب، إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بصعوبة؛ حيث كرَّر المعلم المعتدي ضرب الطالب بالعقال والطالب ممدَّد على الأرض. وأضاف والد الطالب بأن ابنه بعد ذلك دخل في نوبة بكاءٍ شديد، دون أن تتخذ المدرسة أي إجراءٍ ضدّ المعلم أو إسعافه، وبقي على ذلك الوضع حتى حضر للمدرسة، وأخذه للشرطة في مركز بحرة، وقدّم بلاغاً ضدّ المعلم المعتدي، فيما حوَّلته الشرطة لمستشفى الثغر لإجراء الفحص اللازم للطالب، الذي تبين من خلاله أنه يعاني بعض الكدمات والرضوض، وصدر تقرير طبي حدَّد مدة الشفاء بثلاثة أيام، إن لم تحدث مضاعفات. وقال المواطن: "أطالب المسؤولين في التربية والتعليم بالتحقيق في الموضوع، ومعاقبة المعلِّم بعد تعديه على ابني؛ ما تسبّب في إصابته ببعض الكدمات حسب التقرير الطبي، إضافة إلى الأضرار النفسية التي لحقت به نتيجة للوحشية التي تعرَّض لها من قِبل ذلك المعلم، الذي لم يصن الأمانة التي ائتُمن عليها، ولم يتحلَّ بصفات المعلم الذي يعتبره الجميع قدوة". وقد علمت "سبق" أن وجهاء وأعيان ومعلمين حاولوا التوسط لحل القضية، والتنازل من قِبل والد الطالب، لكنه رفض، وأصر على معاقبة المعلم من جهة عمله، وكذلك متابعة القضية بالشرطة والجهات المختصة، وخصوصاً عندما علم أن هذا المعلم سبق أن ضرب عدداً من الطلبة، الذين أكدوا شكواهم منه. ولا يزال والد الطالب ينتظر القرار من إدارة التعليم، وسط رفض ابنه العودة للمدرسة، وخوفه من بطش المعلِّم به مرة أخرى.