كشفت دراسة علمية أن 90 % من مديري مستشفيات وزارة الصحة في المملكة لا يحملون مؤهلاً دراسياً في تخصص الإدارة الصحية. وخلال الملتقى الرابع الذي نظمته الجمعية السعودية للإدارة الصحية أخيراً بكلية المعرفة بالرياض، ذكر الباحث استشاري الإدارة الصحية المدير التنفيذي "لمستشفى الدكتور عبدالرحمن المشاري" الدكتور حمود بن فهد الشمري أن هذه الدراسة أُجريت على جميع مديري مستشفيات وزارة الصحة بالمملكة. وأوضح أن 34 % من مديري المستشفيات يحملون مؤهلاً أقل من البكالوريوس، فيما يرى 89 % من مديري المستشفيات أنهم قادرون على قيادة الدفة الإدارية بالمستشفيات بالخبرة والممارسة وليست بالمؤهل. وحول سبب قبولهم بالمنصب أوضح الدكتور الشمري أن اجاباتهم تنوعت بين عدم وجود البديل المناسب، والمساهمة في خدمة القطاع الصحي في المنطقة، والترقية الوظيفية "إما أن يكون حصل على ترقية أو يطمح للترقية لمنصب أعلى"، وتحقيق الذات، والنفوذ الاجتماعي، والحوافز المادية. وذكر الباحث الشمري أن أبرز المشكلات التي تواجه مديري المستشفيات هي نقص الكوادر الطبية والإدارية المؤهلة، ومركزية الإدارة العليا " مثلاً: الشؤون الصحية بالمنطقة"، محدودية الصلاحيات الممنوحة لمدير المستشفى، وعدم القدرة على تحقيق مطالبات المجتمع، والضغوط الاجتماعية الخارجية "مشاكل المحسوبية والواسطة". وتحدث الدكتور أحمد آل الشيخ عن "وضع خريجي الإدارة الصحية واحتياجاتهم التدريبية في وزارة الصحة"، والاختصاصي أول في الإدارة الصحية علي بن عبدالله الخميس عن "الزمالة كمنهج تدريبي للإدارة الصحية". وتحدث الاختصاصي أول في الإدارة الصحية فهد بن جلوي بن لزهر عن "واقع التدريب للمختصين في الإدارة الصحية – تجربة شخصية". وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإدارة الصحية البروفيسور خالد سعد بن سعيد أن هذا الملتقى يركز على الاحتياجات التدريبية في الإدارة الصحية. وقال إن الجمعية تسعى لإبراز هوية الإدارة الصحية، وذلك بالتواصل مع ذوي العلاقة بالتخصص لتحقيق أهداف الجمعية وتفعيل أنشطتها، للوصول إلى أعلى مستويات الأداء في مجال الإدارة الصحية. وأعلن البروفيسور خالد بن سعيد أن الجمعية تشرفت بموافقة نائب خادم الحرمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري للجمعية لرعايته مؤتمر الجمعية الذي سيُقام بإذن الله في شهر فبراير القادم. وتوصل الملتقى إلى عددٍ من التوصيات أبرزها تكليف فريق عمل لدراسة برامج الزمالة في الإدارة الصحية والمنفذة في الولاياتالمتحدةالأمريكية للاستفادة من المنهجية في تطوير قدرات المتخصصين. كما أوصى الملتقى بتشجيع عمل الدراسات المتعلقة بالتدريب في الإدارة الصحية، وتشجيع مراكز التدريب لتبني دورات تدريبية تعنى بتغيير سلوك المتخصصين نحو الأفضل، وتقييم مخرجات التعليم بتخصص الإدارة الصحية في الجامعات السعودية وخصوصاً برنامج الماجستير في جامعة الملك سعود والتنسيق مع المعنيين للعمل على تطويره. وتضمنت التوصيات وجوب أن يختتم أي برنامج تعليمي في مراحل البكالوريوس أو الدراسات العليا على برنامج تدريبي في المستشفيات، والتنسيق مع القيادات في وزارة الصحة والمؤسسات الصحية لتبني برنامج لتأهيل القيادات الصحية وذلك لمواكبة النمو المتسارع في المؤسسات الصحية، ويجب أن يشتمل برامج تدريب المتخصصين على التدريب العملي في مستشفيات معتمدة من الجمعية. وركّزت التوصيات على تشجيع المؤسسات الصحية العامة والخاصة على تدريب منسوبيها من إداريين على رأس العمل، والتنسيق مع مجلس الخدمات الصحية لتفعيل دورها في مجال تدريب القيادات الصحية، وبناء المحتوى التدريبي على تقييم الأداء للمختصين الذين يعملون في المؤسسات الصحية والتشجيع على اتباع منهجية قياس العائد على التدريب بطرق رقمية لمعرفة استفادة المتدرب "المتخصصين بالإدارة الصحية" من الدورة التدريبية.