تذمرت نساء المجتمع بمحافظة شقراء من اقتصار برامج الاحتفاء باليوم الوطني على الرجال فقط، حيث عرضت برامج الرجال عبر شاشات النقل المرئي في الساحات المفتوحة تحت الجبل الشرقي، دون إعداد برامج لتنفذها نساء وفتيات الوطن في الأماكن التي تقام فيها المناسبات النسائية بالمحافظة كل عام، رغم وجود الكوادر الوطنية المؤهلة وتوفر الأماكن المهيأة لذلك. وقالت "أم محمد" إن الاحتفاء باليوم الوطني هو لتعزيز محبة الوطن في النفوس وتنمية الانتماء إليه في القلوب، ونحن نساء الوطن لنا حق في الابتهاج بهذه المناسبة في استقلالية تامة عن أنظار الرجال كي نستطيع أن نعبّر عن مشاعرنا برفقة أطفالنا وبكل أريحية واستقلالية" وأضافت: "كيف نستطيع ترديد الأهازيج الوطنية والأناشيد التراثية ونحن في مكان مفتوح يرانا الكبير قبل الصغير ." كما أوضحت أم عبد الرحمن أن "نساء المحافظة اعتدن الاحتفال والابتهاج بالمناسبات المتنوعة في مكان مخصص يناسب خصوصية المرأة، فتارة تحضر المناسبات في المركز الثقافي بإدارة التربية والتعليم وتارة أخرى في مسارح كليات جامعة شقراء، وتارة أخرى نجتمع بأحد قصور الأفراح، فلماذا لا يكون لنا برنامج وطني ينفذ في أحد الأماكن المهيأة لنعبر عن فرحتنا بيوم الوطن ونعبر عن مشاعرنا بكل حرية وخصوصية؟". مشيرة إلى أن "نساء المنطقة حضرن في العام الماضي للحديقة العامة بشقراء متحجبات في العباءات وراء سياج حديدي للنظر من بعيد لفعاليات احتفاء الرجال بيومنا الوطني، فكيف نسمي هذا احتفاء بالوطن؟ أليس من حقنا أن نقيم احتفاء يخصنا في مكان مستقل نحن وأطفالنا؟ أليس من حقنا أن نقيم برامجنا الخاصة بنا؟". من جهتها قالت أم ناصر: "لم أحضر احتفال العام الماضي لليوم الوطني بسبب عدم وجود مكان مستقل للنساء والأطفال تنفذ فيه البرامج الهادفة والفعاليات الوطنية التي تكفل للنساء المشاركة في الاحتفاء باليوم الوطني بكل استقلالية وحرية، ولقد حز في نفسي ونفس الكثيرات قيام المنظمين بحرمان بنات الوطن من تنظيم برنامج ترفيهي تتخلله الفعاليات الوطنية وسط مظاهر البهجة والسرور من قبل أطفال ونساء الوطن بسبب قصر برامج الاحتفاء باليوم الوطني على الرجال واقتصار دور النساء على الحضور في مكان مكشوف محاط بسياج حديدي من جهة وبرجال الهيئة والأمن من جهة أخرى، وكأن دور المرأة مقصور على مشاهدة فعاليات الرجال عبر شاشات النقل المرئي". من ناحيته، أكد المدير التنفيذي للاحتفاء باليوم الوطني رئيس البلدية م.محمد الزيد تلقيه العديد من الرسائل والاتصالات بشأن موقع احتفاء النساء باليوم الوطني، وقال: "إنني جهة منفذة للفعاليات فقط، أما تحديد مكان وبرامج الاحتفاء باليوم الوطني فهي عند الجهات العليا المنظمة للاحتفال وليس من صلاحياتي ". أما الشيخ جماز بن عبد الرحمن الجماز، فقد ناشد المسؤولين بتمكين نساء وفتيات المحافظة من التعبير عن فرحتهن بيوم الوطن في الأماكن التي تضمن لهن حريتهن في إظهار مشاعرهن تجاه وطنهن دون تعرضهن لأعين الرجال. وقال الجماز: "لقد التقيت أنا وبعض أولياء الأمور بالمسؤولين عن حرمان نسائنا من تنظيم برامج تخصهن في هذه المناسبة الغالية على الجميع، لإقناعهم بضرورة أن يسمح لنساء المحافظة بتنفيذ برمج وفعاليات تخصهن في موقع يناسب خصوصيات المرأة.. إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل". وأضاف: " ما زال أملنا بالله ثم بأمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز للنظر في تحقيق رغبات فتياتنا ونسائنا من تنفيذ برامج تخصهن ومناشط تناسبهن في أماكن تساعدهن على التعبير عن مشاعرهن بكل حرية وحشمة، وحب وولاء لهذا الوطن المعطاء".