بعد كميات اللحوم الضخمة المتجاوزة حاجز الألفين والتي تعلن عن مصادرتها البلديات الفرعية في العامصة المقدسة والمحافظات المحيطة بها، أوجس في نفس سكانها خيفة من المطاعم المنتشرة في الأحياء السكنية وعلى الطرقات، فيما عاود مقترح مراقبة المطاعم بالكاميرات الظهور من جديد، في ظل مخاوف الأهالي من استغلال تلك المطاعم للحوم الفاسدة في بيعها، خصوصاً أن مطاعم كبيرة وشهيرة سقطت خلال الأعوام الماضية في مستنقع «اللحوم الرخيصة». وعلمت «عكاظ» من مصادر مسؤولة في الأمانات أن طرق التهريب تبدأ من أمام مسلخ المعيصم، إذ يذبح الحجاج أضاحيهم في المسلخ الشهير ويتركونها فيه ليستفيد منها العمالة، ما يدفع الكثير من العمالة إلى إخراجها بعد سلخها ونقلها بطرق مختلفة على السيارات أو حملا على الأكتاف لتباع على أصحاب المطاعم والبوفيهات الذين يحرصون على شراء كميات كبيرة من الأضاحي وتخزينها في ثلاجات تتسع لعدد كبير من اللحوم، وحتى لا تكشف دوريات البلدية أمرها تخزن المطاعم اللحوم في بنايات سكنية. وتهرب كميات كبيرة إلى خارج العاصمة المقدسة عن طريق برادات إلى مدن أخرى، وكشفت تحقيقات حادثة شاحنة في طريق السيل العام الماضي إلى محاولة تهريب أكثر من 700 ذبيحة إلى المنطقة الشرقية والعاصمة، فيما يعمد آخرون إلى تهريبها بسيارات نقل صغيرة «بيك أب». وأحبطت بلدية العزيزية الفرعية بمكةالمكرمة عملية تهريب لحوم أغنام مجهولة المصدر وغير صالحة للاستخدام الآدمي كانت في طريقها إلى التوزيع في مكة. وأوضح مدير إدارة الخدمات في بلدية العزيزية الفرعية عماد بيومي أن البلدية تقوم بتكثيف الرقابة خلال هذه الفترة التي تتزايد خلالها محاولات تهريب اللحوم من بعض ضواحي مكةالمكرمة بهدف تسويقها على المطاعم ومساكن الحجاج. وقال إن مراقبي البلدية قد اشتبهوا في شاحنة تحمل لحوما في طريقها إلى مكة، وبعد توقيفه تم فحص اللحوم من قبل المراقب الصحي وتبين أنها لحوم فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي لظهور علامات التعفن عليها، وتم على الفور مصادرة جميع الكمية المقدرة بنحو 750 رأسا، وإتلافها وحجز السيارة وإشعار الجهات المعنية وتحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى جهة الاختصاص. وتمكنت فرقة رقابية في بلدية الشوقية الفرعية بمكةالمكرمة أخيراً من ضبط 80 ذبيحة فاسدة، كانت محفوظة بطريقة لا تتوافر فيها وسائل السلامة والصحة البيئية في أحد المطابخ المخالفة، واستعداداً لطهيها وترويجها إلى المطاعم وتقديمها للحجاج في مكةالمكرمة. وأغلقت بلدية الشرائع الفرعية ثلاثة مطابخ عشوائية بعد ضبط كمية كبيرة من الأغنام داخلها قدرت بأكثر من 200 رأس، منها 163 رأسا مذبوحة ومخزنة بطرق عشوائية، إضافة إلى عدم نظامية تلك المطابخ وعدم خضوعها للمعايير البيئية، إضافة إلى أنها تدار بطرق عشوائية وعلى يد عمالة غير نظامية ولا يحملون شهادات صحية. وطالب علي عبدالرحمن من سكان العاصمة المقدسة الجهات المختصة بسرعة ضبط المخالفين للنظام الذين ينشرون السموم بين المواطنين، مؤكدا أنه يقاطع المطاعم بعد الحج لأكثر من خمسة أشهر بسبب عدم ثقته في اللحوم التي تطبخ في المطاعم، «نخشى أن تكون لحوما مهربة ومنقولة بطريقة غير صحية للمطاعم». وأشار محمد الهذلي إلى أن الكثير من أهالي مكةالمكرمة يقاطعون المطاعم لأكثر من ستة أشهر وذلك بسبب انتشار الأضاحي وتسويقها على المطاعم بمبالغ لا تتجاوز 250 ريالا، ليبيعها صاحب المطعم بمبلغ 850 ريالا وأكثر من ذلك من خلال وجبات المطاعم، مطالباً في الوقت نفسه برصد المخالفين والتشهير بالمطعم ليتجنبه المواطنون والمقيمون.