ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 5.5% أمس عقب البيان المشرك لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، الذي كشف أنهما اتفقا على «العمل معا» لتحقيق استقرار أسعار النفط، وتشكيل مراقبة مشتركة لتقديم التوصيات الهادفة إلى منع تقلبات الأسعار. ونتيجة لتسريبات في اليوم الأخير لقمة العشرين تضمنت على أن الدولتين تتجهان إلى الاتفاق بشكل نهائي على تجميد إنتاج النفط، تشكل ضغط شرائي كبير رفع السعر قرابة ثلاثة دولارات للبرميل، خصوصا بعد وصف روسيا للتعاون مع السعودية بأنه «عهد جديد». لكن المؤشر خسر معظم مكاسبه من خلال تراجع استمر ست ساعات متواصلة هبط فيها المؤشر من مستويات 49.3 دولار إلى47 دولارا قبل أن يرتد قليلا ليفقد بذلك معظم المكاسب التي حققها. وجاء الانخفاض في أعقاب تأكيد الوزير الفالح أنه لا يوجد حاليا أي ضرورة للحد من إنتاج النفط؛ نظرا إلى أن السوق تتحسن يوما بعد آخر، وذلك بحسب وكالة «بلومبيرغ» الأمريكية. فيما قال الوزير الفالح لتلفزيون العربية أمس: «لا توجد حاجة الآن لتجميد الإنتاج، التجميد هو من الاحتمالات المفضلة لكنه ليس ضروريا اليوم، فوضع السوق يتحسن يوما بعد يوم والأسعار تبيّن ذلك». يأتي ذلك في حين أكد البيان المشرك للوزير الفالح ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك، عقب اجتماع لهما في قمة مجموعة العشرين في الصين أن البلدين «لاحظا أهمية إجراء حوار بناء والتعاون المشترك بين أكبر دولتين منتجتين للنفط بهدف دعم استقرار سوق النفط وضمان مستوى مستقر من الاستثمار على المدى الطويل». وأضاف البيان «لتحقيق ذلك اتفق الوزيران على العمل معا بالتعاون مع الدول الأخرى المنتجة للنفط»، مضيفا أنهما اتفقا على تشكيل «مجموعة مراقبة مشتركة» لتقديم التوصيات الهادفة إلى منع تقلبات الأسعار. بينما وصف وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك الإعلان بأنه يؤذن ب«عهد جديد» من التعاون بين روسيا والسعودية، مؤكدا أن ذلك سيكون له «أهمية كبيرة» على أسواق النفط، بحسب ما أوردت وكالة انترفاكس للأنباء. وقال نوفاك: «إن موسكو والرياض تناقشان وضع» معايير ملموسة «لوقف تقلبات الأسعار». من جهتها، بينت وكالة «بلومبيرغ» أن النفط حقق ارتفاعا بعد المحادثات بين السعودية وروسيا حول سبل تحقيق الاستقرار في سوق النفط. وذكرت «بلومبيرغ» أن خام غرب تكساس الوسيط تسليم أكتوبر القادم بلغ 44.95 دولار للبرميل، في بورصة التجارية بزيادة 51 سنتا، كما ارتفع العقد بمبلغ 1.28 دولار ليصل إلى 44.44 دولار للبرميل وبذلك تعتبر أكبر زيادة منذ 18 أغسطس الماضي، في حين أن إجمالي حجم التداول ارتفع نحو ثلاثة أضعاف من متوسط 100 يوم. كما صعد خام برنت لشهر نوفمبر 28 سنتا ليصل إلى 47.11 دولار للبرميل في بورصة العقود الآجلة في أوروبا ولندن، كما أن العقود ارتفعت بنسبة 3 % لتصل إلى 46.83 دولار للبرميل (الجمعة) الماضية، كما قفز سعر النفط الخام القياسي العالمي ليصل إلى 1.70 دولار في شهر نوفمبر القادم. يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى تعزيز التعاون بين البلدين، خصوصا في مجال النفط. وقال بوتين: «نعلق أهمية كبرى على تعزيز التعاون المتبادل مع السعودية، وهذا الأمر يعني علاقاتنا الثنائية، خصوصا أننا أكبر مصدرين للنفط».