أكدت المملكة أهمية نشر ثقافة السلام وترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وحرصها على التباحث المستمر مع دول العالم لإيجاد حلول ناجعة ليعم السلام في كل دول العالم. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها الليلة قبل الماضية، نائب المندوب الدائم لدى المنظمة الدولية، المستشار سعد عبدالله السعد، في المنتدى رفيع المستوى بشأن «ثقافة السلام» في الأممالمتحدة. وقال: إن الأممالمتحدة تواجه تحديات حقيقية في نشر ثقافة السلام بين العالم، فصنع السلام يعني البحث الخلاق عن حلول واقعية وناجعة ومستمرة للصراعات والحروب والكوارث، فالحروب والنزاعات ليست قدرنا على هذا الكون، فمستقبلنا هو السلام. وأضاف «من هذا المنطلق أودّ أن أسلط الضوء على جهود المملكة الحثيثة في هذا المضمار، فهي مدركة تماما أهمية نشر ثقافة السلام محليا ودوليا وأهمية ترسيخ آليات الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة، ومحادثاتها مستمرة مع مختلف بلدان العالم لإيجاد الحلول الناجعة ليعم السلام في كل دول العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط تحديدا، وجعله واقعا معاشا في كل مكان وفق الأعراف الدولية والعمل جنبا إلى جنب في هذا الإطار مع المنظمات العالمية الرسمية ذات العلاقة». وأكد أن للمملكة جهودا حثيثة في مواجهة الفكر المتطرف وإدانة الأعمال الإرهابية أينما وقعت، فهي لا ترى أي نوع من القبول لمثل تلك الحركات والتنظيمات في زعزعة استقرار أي دولة، لأن المملكة تستمد قيمها ومبادئها من تعاليم الإسلام السمحة الذي هو دين السلام والمحبة وتعمل على نشر ثقافة السلام بين فئات الشباب بشكل خاص من خلال برامج توعوية وطنية عامة لمكافحة التطرّف بدأتها في العام 2005 ولاتزال قائمة حتى الآن. وأوضح المستشار السعد، أنه على الصعيد الدولي أطلقت المملكة مبادرتها للحوار بين أتباع الديانات والثقافات لتعزيز الوئام فيما بينها، وأسفر عنها إنشاء مركز عالمي للحوار في فيينا لمواصلة هذا الجهد، وأسهمت في تأسيس مركز الأممالمتحدة لتعزيز جهود الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف الذي يغذيه، ودعمته بمبلغ 110 ملايين دولار، وأنشأت المملكة فرق عمل لتعزيز التواصل وبشكل وثيق بين رجال القانون ومسؤولي الاستخبارات في المملكة والولايات المتحدة وشركاء آخرين، للتصدي للعمليات الإرهابية والإجراءات المالية ومنعها، كما تقود المملكة العربية السعودية تحالفا من 40 دولة عربية وإسلامية لمحاربة الإرهاب والتطرف وسعت بكل الجهود المبذولة لإنجاح مشاورات السلام اليمنية في الكويت وتجنب ويلات الحرب وإعادة روح الأمل لليمن وإعماره.