لم يكن اليوم الذي تسلم فيه وزير خارجية العراق إبراهيم الجعفري أوراق اعتماد السفير السعودي ثامر السبهان يوما اعتياديا، فالسبهان لم يكن ذلك السفير التقليدي الذي يلبي دعوات العشاء ويحضر الأمسيات الرسمية كضيف شرف فقط، بل كان شخصا لا يمل من الحراك الدبلوماسي والعمل الدؤوب في كبح جماح التمدد الإيراني في العراق، ولم يعد غائبا عن الجميع أن تحركات السبهان في العديد من الاتجاهات جعلت منه مصدر إزعاج لدى قلة من العراقيين، ومصدر قلق مستمر لهم، وبدأت منذ ذلك الحين حملات منظمة في وسائل إعلام عراقية للإطاحة بشخصه والتشكيك في عمله. ويأتي طلب بغداد بتغيير السبهان تأكيدا جديدا بأن العراق يدار بأيادٍ إيرانية لا تهتم بلم شمل العراقيين بقدر ما تريد إشعال نيران الطائفية المقيتة، ردة الفعل السعودية أتت هذه المرة من المتابعين السعوديين في مواقع التواصل الذين أنشأوا «وسما» بعنوان (#كلنا_ثامر_السبهان ) يستنكرون فيه الطلب العراقي ويؤكدون وقوفهم مع السبهان. ويصف المغرد يوسف الوابلي السبهان بأنه يرفع رأس كل سعودي، وكتب المغرد سعد القحطاني أن السبهان خير من يمثل بلاده لدى العراق لأنه كشف مخطط المجوس وأعوانهم من الخونة. أما المغرد سليمان النمري فوجه رسالته للسبهان قائلا: «أيها الصقر السعودي كلنا معاك فخورون فيك». استبدال السبهان لن يغير شيئا من سياسة المملكة في العراق، فالسبهان كان يمثل الوجه الحقيقي للسياسة السعودية التي بنيت على مواقف ثابتة ورؤية واضحة تحارب الإرهاب والتطرف وتنأى عن التدخل في شؤون الآخرين.