أكد خبراء اقتصاديون وإستراتيجيون مصريون ل «عكاظ» أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى باكستانوالصين واليابان، تأتي في إطار خطة المملكة لتطبيق رؤيتها الناجحة لعام 2030 التى تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وعدم الاعتماد على البترول فقط، مشيرين إلى أن الزيارة تعد في مجملها تاريخية باعتبار أن المملكة تسعى إلى إقامة تحالفات دولية مع الدول الكبرى المؤثرة سياسياً واقتصادياً. الاستثمار الأجنبي الدكتور حاتم القرنشاوي الخبير الاقتصادي في جامعة الأزهر يرى أن زيارة ولي ولي العهد إلى باكستانالصين واليابان تحقق أهدافاً سياسية واقتصادية مهمة، تتسق مع اتجاه الرياض إلى إقامة تحالفات مع دول العالم الكبرى مثل الولاياتالمتحدة، والصين واليابان، وفرنسا، لإنجاح رؤيتها (2030) اقتصاديا، وهي الخطة التي أعلن عنها من قبل الأمير الشاب بعدم الارتكاز على النفط والنشاطات التي تحيط به فقط، موضحا أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يخطط لزيادة حجم عوائد الاستثمار الأجنبي، الذي لا يتعدى الآن 5% ليصل إلى أكثر من 50% بحلول عام 2020. وأشار القرنشاوى إلى أن المملكة مجتمع اقتصادى ناجح، به كافة المشروعات والاستثمارات الناجحة، ويعد اقتصادها الأكبر عربيا، إذ تحتل المرتبة الأولى في احتياطي النفط وإنتاجه، كما أنها ضمن الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جدا، وبالتالى تسعى إلى المزيد من التعاون مع الدول الكبرى لجذب المزيد من الاستثمارات. أهداف محورية ويرى اللواء علاء عز الدين منصور الخبير الإستراتيجي، ومدير مركز الدراسات الإستراتيجية بالقوات المسلحة سابقاً، أن الزيارة تحمل عددًا من الأهداف المحورية المهمة، منها التفاهم حول مستجدات الأحداث في المنطقة، خصوصاً في مواجهة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش. موضحاً أنها لن تخلو من ملفات استقرار الأوضاع في لبنان والعراق واليمن وسورية، متوقعاً إنجاز ملفات عدة تعزز استقرار المنطقة وأمنها الإستراتيجي والتنموي، فضلاً على إبرام العديد من الصفقات التكنولوجية مع تلك الدول لنقل تجاربهم الى المملكة دعما لرؤية 2030. ونوه اللواء عز الدين بأهمية حسن اختيار تلك الدول، لما تمتلكه من إمكانات تكنولوجية، وفي المقابل تعي هذه الدول القوة الاقتصادية والسياسية للمملكة، ولذلك تحرص على إقامة شراكة مع الرياض في مجالات التعاون كافة. أهداف واضحة ويجمل الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة أهداف زيارة الأمير محمد بن سلمان لباكستانوالصين واليابان في تقوية العلاقات الثنائية مع بكينوطوكيو، ومشاركة المملكة في قمة العشرين التي ستعقد بالصين وهي دلالة واضحة على قوة الاقتصاد السعودي، ومكانة السعودية بين دول العالم، مؤكدا أن من أهداف الزيارة تشجيع رؤوس الأموال والشركات الكبرى على الاستثمار في المملكة، خصوصاً بعد وضع رؤية 2030، التي بدأت إجراءاتها تطبق على أرض الواقع. وأبدى الدكتور يوسف تفاؤله بنتائج هذه الزيارة سياسياً واقتصادياً، ومدى انعكاسها على القطاع الخاص في المملكة، كون «بكين» و «طوكيو» محطتين مهمتين، حيث يوجد بهما كبار الاقتصاديين والمحللين الماليين في العالم.