لم تجد صحيفة محلية إلكترونية، عنوانا تشير به إلى مشاركة العداءة السعودية سارة عطار في سباق الماراثون ريو 2016 وعدم حصولها على ميدالية، سوى العنوان المحبط السابق !! لمصلحة من تحمل معاول الهدم لتحطيم الثقة والاعتزاز بالمشاركات السعوديات في الأوليمبياد الرياضي؟ أغفلت الصحيفة كل مزايا تلك المرأة المشاركة في السباق وما ضربته من أمثلة الإصرار والثبات وقوة العزم والصمود، وأغفلت أنها تشارك معتمدة على جهدها الشخصي وحده، بلا دعم من جهة رسمية تتبناها أو تسهيلات تقدم لها، كما أغفلت أن سارة عطار قطعت 40 كم ركضا في ثلاث ساعات وبضع دقائق، وحصلت على المرتبة (132) من أصل ( 153) متسابقة، أي أنها (رغم كل العوائق) لم تتوقف ولم تكن الأخيرة وتقدمت على إحدى وعشرين متسابقة غيرها. أغفلت الصحيفة كل هذا ورأت فقط عدم تمكن المتسابقة من الحصول على ميدالية!! كم هو مخجل، أن تقف صحيفة محلية موقفا ساخرا من مواطنة أو مواطن لم يتحقق له الفوز في الأوليمبياد. ماذا يمتلك علماء الأخلاق لمن فقد أدنى درجات الحس الوطني!! إن الواجب هو الوقوف خلف هؤلاء الرياضيين المشاركين في المسابقات الدولية بالدعم والمساندة وبث الثقة في نفوسهم والثناء على صمودهم والتقدير لما يبذلونه من جهد، وليس مقابلتهم بالسخرية والاستخفاف فيكون ذلك سببا في تهبيط هممهم والفتّ في عزائمهم. إن هؤلاء النساء السعوديات المشاركات في هذا الحدث الرياضي العالمي يكتبن تاريخا جديدا للمرأة في بلادهن، ويقتحمن للمرة الأولى طريقا شاقا غير معبد بجهودهن الخاصة، بما لا يشابه وضع غيرهن من المتسابقات اللاتي يجدن بيئة رياضية مدعمة ومحفزة توفر لهن مختلف الوسائل المعينة على الفوز. ألا يكفي أن مشاركة المرأة السعودية في الأوليمبياد، هي في حد ذاتها حدث لم يكن يخطر حتى في أحلام الأجيال السابقة لسارة؟ إلا أنه (مع الأسف) لم يجد من الصحافة المحلية ما يستحق من التقدير والتشجيع. أغفلت الصحافة ما لمشاركة المرأة السعودية من بعد معنوي ودلالة تطورية، وظلت تنظر إليها برؤية قاصرة لا ترى سوى عدم تمكن المشاركات من الفوز!! [email protected]