ارتفعت أسعار النفط في التعاقدات الآجلة في نيويوك أكثر من 12 % خلال الجلسات الأربع السابقة، ليصل إجمالي ارتفاعه أكثر من 17 % منذ إغلاقه في تداولات الأسبوع الماضي. يأتي هذا في الوقت الذي شهدت فيه مخزونات النفط الخام الأمريكي تراجعا كبيرا بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي كما هبطت مخزونات البنزين أكثر من التوقعات، بينما زادت مخزونات نواتج التقطير وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس (الأربعاء). وانخفضت مخزونات النفط الخام 2.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي في حين كان المحللون قد توقعوا زيادة قدرها 522 ألف برميل، وقالت الإدارة إن مخزونات النفط الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما انخفضت 724 ألف برميل. وزاد استهلاك المصافي 268 ألف برميل يوميا في حين زاد معدل تشغيلها 1.3 نقطة مئوية، في حين هبطت مخزونات البنزين 2.7 مليون برميل مقارنة مع توقعات بانخفاض قدره 1.6 مليون برميل. وارتفعت مخزونات نواتج التقطير -التي تشمل الديزل وزيت التدفئة- بواقع 1.9 مليون برميل مقابل توقعات لانخفاض قدره 742 ألف برميل، فيما هبطت واردات الولاياتالمتحدة من النفط الخام 211 ألف برميل يوميا الأسبوع الماضي. وعلى رغم تراجع النفط أمس (الأربعاء) للمرة الأولى خلال أسبوع، إلا أنه ظل قرب أعلى مستوى في ستة أسابيع مع تقييم المستثمرين لفرص نجاح محادثات محتملة بين المنتجين لكبح تخمة المعروض المتفاقمة. وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت إلى 49.70 دولار للبرميل في حين سجل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 46.70 دولار، وكانت الأسعار ارتفعت نحو 20 % في أسبوعين فقط لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أوائل يوليو الماضي بعد تجدد التكهنات بأن كبار المنتجين من أوبك وخارجها قد يتوصلون أخيرا إلى اتفاق لتثبيت مستويات الإنتاج. ويرى مراقبو السوق أن الصراع على الحصة السوقية بين بعض منتجي أوبك، رفع درجة التشكيك في نجاح أي محادثات لكبح تخمة المعروض عن طريق تثبيت الإنتاج، فيما قال بنك بي.ان.بي باريبا الفرنسي في مذكرة في ضوء السجل غير المشجع لتعاون المنتجين في الفترة الأخيرة فإننا لا نعول كثيرا على تجميد الإنتاج في نهاية المطاف ناهيك عن خفض الإنتاج الذي تشتد الحاجة إليه للمساعدة في إعادة التوازن إلى سوق النفط. يشار إلى أن «رويترز» قد ذكرت في تقرير خاص، أن السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم، ستزيد إنتاجها خلال أغسطس الجاري إلى مستوى قياسي جديد، ليصل إلى 10.8-10.9 مليون برميل يوميا، متجاوزة بذلك روسيا أكبر منتج للخام في العالم، إذ يبدو الطلب الداخلي والخارجي جيدا.