بعد أن تركه مقابل لا شيء قبل أربع سنوات، سيعود لاعب وسط منتخب فرنسا بول بوغبا إلى صفوف مانشستر يونايتد بعد اجتياز الفحص الطبي الروتيني المقرر في الساعات القليلة القادمة من الباب الكبير، مقابل مبلغ قياسي قدرته الصحف ب120 مليون يورو. وكان مدرب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو أكد حصول فريقه على الجوهرة الثمينة بقوله بعد تتويج فريقه بلقب درع المجتمع أمس الأول (الأحد) بفوزه على ليستر سيتي 2-1: «أخيرا حصلنا عليه». وأضاف: «سينضم بوغبا إلى فريق ناجح فاز في مباراتيه الأخيرتين الرسميتين بينهما واحدة في نهائي كأس إنجلترا نهاية الموسم الماضي والثانية اليوم في درع المجتمع». وتابع: «أمر رائع أن ينتقل لاعب بمستواه الكبير إلى صفوفنا، لكني أعتقد بأن مانشستر هو النادي المثالي لبول لأنه سيساعده على الارتقاء إلى المستوى الذي يريده». وكان مانشستر تعاقد مع بوغبا عندما كان الأخير في ال15 من عمره من نادي لوهافر، لكن مدرب الفريق آنذاك السير اليكس فريغوسون لم يمنحه الفرصة كثيرا لخوض المباريات، فقرر اللاعب في نهاية عقده الانتقال إلى ناد آخر قبل أن ينضم إلى يوفنتوس الإيطالي دون مقابل (دفع يوفنتوس مبلغا زهيدا لمانشستر بحسب قوانين الاتحاد الأوروبي لأن الأخير كان الفريق الذي نشأ فيه). وسيعود بوغبا بالتالي إلى الجذور وهو لم يتردد الشهر الماضي بالإفصاح عن رأيه بمانشستر يونايتد فقال بالحرف الواحد: «إنه عائلتي الأولى». ومهد بوغبا لعملية انتقاله بالتغريد على مدونة «تويتر» أمس الأول (الأحد): «عندما يتكلم الكثير من الأشخاص، لا أحد يفهم عليهم، سأتحدث قريبا». وبدأ عشق لاعب الوسط بوغبا للكرة حين كان في السادسة من عمره، إذ لعب مع رواسي-او-بري (1999-2006) قبل الانتقال في الفرق العمرية لتورسي (2006-2007) ولوهافر (2007-2009) ثم عملاق «اولدترافورد» (من 2009 حتى 2011 مع الفريق الرديف و2011-2012 مع الفريق الأول). ويبدو أن مانشستر يونايتد الإنجليزي ندم على التفريط ببوغبا إلى يوفنتوس عام 2012 دون مقابل، لانه تألق في الملاعب الإيطالية وفرض نفسه أساسيا في تشكيلة المدرب السابق انطونيو كونتي أولا ثم ماسيميليانتو اليغري في الموسمين الأخيرين وساهم في قيادة «بيانكونيري» للقب الدوري المحلي في المواسم الأربعة الأخيرة. وما يميز بوغبا عن غيره من النجوم الواعدين هو استعداده للقتال من أجل زملائه والفريق، كما يدرك تماما أنه لم يصل حتى الآن إلى مصاف اللاعبين الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مواطنه فرانك ريبيري الذي اعتزل دوليا. ويعترف بوغبا بأنه يتعين عليه بذل المزيد من الجهود ليصل إلى مصاف الكبار ويقول: «يجب أن أجيد توقيت صعودي (إلى منطقة الخصم) بشكل أفضل»، مضيفا: «يجب أن أهاجم وأن أدافع، لكن الأهم هو أن أنتبه لطريقة لعبي. أنا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي أنا عليه مع فريقي». ويتميز بوغبا بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب وتسديداته القوية. فبعد قيادته منتخب فرنسا تحت 17 سنة وتحت 18 سنة وتحت 19 سنة وتحت 20 سنة، أصبح اليوم نجم جيله، ويقول عنه أول مدربيه غايل ماهي: «بوغبا موهبة استثنائية ولديه قوة بدنية وذهنية هائلة، كما يمتلك تقنيات نادرة وأسلوبا متميزا. إذا التزم بالثبات والصبر والجدية سيصل حتما إلى القمة». ولدى وصوله إلى يوفنتوس عام 2012، كان الفرنسي - الغيني الذي اختار شقيقاه اللعب مع غينيا، بديلا للثلاثي الأساسي اندريا بيرلو وكلاوديو ماركيزيو والتشيلي ارتورو فيدال، لكنه مع ذلك لعب 27 مباراة في الدوري خلال موسمه الأول واقتنع مدربه كونتي بعد ذلك بأنه من الصعب التخلي عن هذا اللاعب الذي فاز في تلك الفترة بكأس العالم تحت 20 سنة وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة. وكان ديشان منحه قبل ذلك فرصة اللعب مع منتخب الكبار في مارس 2013، ومنذ ذلك الحين لم يستغن أبدا عن خدماته. ويأمل مورينيو أن يكون بوغبا بيضة القبان في صفوف مانشستر يونايتد وأن يقوده إلى استعادة الهيبة التي ميزت حقبة السير اليكس فيرغوسون على مدى 26 عاما قبل اعتزال الأخير عام 2013.