كيف تعامل الحوثيون مع الهزائم النكراء التي تكبدوها على أيدي جنودنا البواسل في الحد الجنوبي منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم لإعادة الشرعية في اليمن. بعد الخسائر المريرة، بدأت عصابات الحوثي والمخلوع صالح تخطط لتعويض خسائرها في العتاد والأرواح، بمحاولاتهم الفاشلة المتكررة لاختراق الحدود. بعد أن شعروا أن الاقتراب من الحدود وتجاوز رجال الأمن المرابطين هناك لحماية الوطن مغامرة وأمر يصعب عليهم كثيرا، استبدلوا مواجهة جنودنا بالأسلحة الخفيفة والقذائف بخططهم التي كانت تعتمد على الاقتراب من حرم الحدود، وهذه الوسيلة لم تجد نفعا، وأثبتت مدى ضعفهم في المواجهات، حتى وإن نجحوا في مرات قليلة من إصابة بعض الجنود المرابطين، لأن الأعداء يعودون وهم يجرون أذيال الخيبة والخسران هاربين إلى جحورهم في سفوح الجبال. عد أن تيقن الحوثيون وأنصار صالح أن حدودنا عصية وأن الاقتراب منها خط أحمر، فكروا في وسيلة أخرى قذرة، زرع الألغام المحرمة دوليا على طول الشريط الحدودي، في محاولة منهم للنيل من جنودنا البواسل الذين يلقنونهم كل يوم دروسا لن ينسوها. خططهم الجديدة كانت تعتمد على التسلل إلى أقرب نقطة من الحدود وزرع الألغام، ومحاولة استدراج جنودنا البواسل للحاق بهم والوقوع في فخ الألغام التي قاموا بزراعتها، إلا أنهم فوجئوا بأبطال لا يهابون الموت ولا يخشون المدافع، فكانت الألغام أمامهم ليس السلاح الذي يعيقهم ويثنيهم عن اللحاق بهم، ووقف الأعداء في ذهول وهم يرون بطولات واستبسال جنودنا البواسل الذين لا تخيفهم الألغام ولا القذائف الطائشة. بطولة «مجممي» اكتشفت قواتنا البرية المرابطة خطط ميليشيات الحوثي والمخلوع في زرع الألغام في مساحات شاسعة على الشريط الحدودي. أصيب الحوثيون بالصدمة والخوف فتقهقروا إلى الخلف خائبين خصوصا بعدما شاهدوا بسالة أحد جنودنا وهو يبطل أحد أخطر أسلحتهم. أصيبوا بالذهول وحاولوا عبر وسائل إعلامهم تكذيب ما شاهدوه، إلا أن البطل السعودي الجندي «بدر مجممي» أكد لهم أنه نجح في إبطال خمسة ألغام دون استخدام أية تقنية من طريق الحفر حول اللغم وانتزاع الصاعق، وأشاد زملاؤه بالعمل البطولي الذي قام به خصوصا أنه ليس متخصصا في هذا المجال. نزع المخاطر مع اكتشاف قواتنا المرابطة حيلة الحوثي، تم وضع الخطط المناسبة والمدروسة لتجنيب جنودنا تلك الأسلحة القذرة، فتوجهت مجموعة فرق من القوات الخاصة إلى الحد الجنوبي تتكون كل فرقة من 12 رجلا مدربا، في مهمة صعبة وشاقة على طول الشريط الحدودي، بحثا عن تلك الألغام وإبطالها، متجاوزين أكثر الطرق وعورة وصعوبة، وهم يتحدون الجبال الشاهقة والأراضي القاحلة الواسعة والسفوح المظلمة، تكونت كل فرقة من خبراء في نزع الألغام تلقوا تدريبا متطورا ويتميزون بمهارات عالية، إضافة إلى متخصصين في الخدمات، وآخرون لرصد المواقع وإرسال الإحداثيات لمركز القيادة، وبفضل الله عز وجل والمهارات التي يتمتعون بها تمكنوا من نزع عدد كبير من الألغام. قناصة لا يهابون كما كشفت الطائرات من دون طيار والقوات الخاصة السعودية، منطقة تم زرعها بالألغام من قبل الميليشيات الحوثية على الحدود السعودية - اليمنية في جازان، تستهدف القوات المرابطة هناك، وتنوعت ما بين ألغام تستهدف الجنود، وأخرى تستهدف المدفعيات والآليات الثقيلة، إضافة إلى مواقع مجهزة للقناصة ممتلئة بأكياس رمل للحماية، إلا أن القوات السعودية المشتركة تعاملت مع تلك الألغام والمواقع باستهدافها وتدميرها جميعا. وفي المحور ذاته، نجحت القوات المشتركة في إبطال ألغام أرضية جديدة على شكل أحجار وصخور بأحجام مختلفة زرعها الحوثيون على الحدود، وتماثل تلك الألغام طبيعة المنطقة ما يجعلها خفية عن الأنظار، وعثر أبطالنا على العشرات من تلك الألغام المضللة على الشريط الحدودي. هذا الأسلوب في زرع الألغام ينتهجه كل من تنظيم داعش وجيش بشار الأسد منذ مدة، ويعتمد النظامان على زرع قنابل مشابهة على شكل صخور ووضعها في أماكن مختلفة من مناطق الصراع في سورية. إلا أن القوات السعودية المشتركة كشفت في وقت سابق العديد من المتفجرات المخادعة التي وضعها الحوثيون على الجبال ومناطق المواجهات العسكرية، وقد تم تفجير هذه الألغام عن بعد عبر اللاسلكي ومن طريق انكسار الضوء. تراجع الحوثيين بعد أن شعر بعض أعوان الحوثي بفشل خطة زرع الألغام، وأن ألغامهم ترتد عليهم بنيران سعودية حامية، حاول البعض منهم بوساطات قبلية أن يتعهدوا بمساعدة القوات السعودية على نزع تلك الألغام وتحديد مواقعها بعد أن شعروا بالإنهاك، وهذا ما أكدته مصادر أمنية سعودية قبل ثلاثة أشهر، إذ أوضحت أن وفدا عسكريا من قوات الجيش السعودي وافق على طلب للحوثيين واستعدادهم انتزاع أكثر من 1000 لغم مزروع على الحدود، وبالفعل باشروا انتزاع مئات الألغام المزروعة على الحدود بمراقبة من قبل قوات الحدود السعودية. لم تتوقف جهود الفرق الفنية المعنية بنزع الألغام المزروعة في مناطق متفرقة من الشريط الحدودي إلى هذا الحد، بل ذهبت لمساعدة الشعب اليمني الذي أصبح يعاني من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي والمخلوع في الشوارع وأمام المنازل والساحات بهدف قتل وجرح الأطفال والنساء والأبرياء الذين ليس لديهم دراية بكيفية تفادي الموت المدفون تحت أقدامهم وأسفل سياراتهم، فتوجهت تلك الفرق الفنية إلى داخل الأراضي اليمنية وكثفت الفرق الفنية عملها لتطهير الأحياء الشعبية والشوارع والأسواق من حقول الألغام التي زرعها الحوثيون بشكل عشوائي في الأحياء السكنية والطرق العامة والشوارع داخل المدن لتخفيف الضرر الذي قد توقعه بالمدنيين الأبرياء.