كانت الساعات الأربع المتواصلة في لقاء وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي بمثقفي ومثقفات جدة، تحليلا للوضع الثقافي والإعلامي السعودي في لقاء مفتوح حمل الهموم الثقافية والإعلامية، في «ليلة استثنائية» اتسمت بالشفافية والأريحية، من خلال تلاقح الرؤى الفكرية والإعلامية والثقافية بين وزير الثقافة ورجالها. وشكر المثقفون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على دعمه المتواصل للثقافة والأدب والأدباء. واختار الوزير الطريفي نادي جدة الأدبي للقائه مع المثقفين والمثقفات، باختيار للزمان بعد عام كامل من وضع الأسس والخطط وتجهيز البرامج الثقافية الإعلامية للوزارة لتواكب «رؤية 2030»، واختار منصة الأدب السعودي الأولى (نادي جدة الأدبي) بحكم أنه أول ناد أدبي في المملكة، ولما تمتلك مدينة جدة من إرث ثقافي وأدبي، وتعج بالمثقفين المتنوعين فكريا، فكان لقاء في الزمان والمكان المناسبين، جمع الوزير بمثقفي جدة؛ المخضرمين والشباب. وصل الطريفي إلى نادي جدة الأدبي بعد المغرب مباشرة (الخميس الماضي) وبقي حتى 11 ونصف قبيل منتصف الليل، وحين وصوله بدأ بالسؤال مباشرة عن الأديب عبدالفتاح أبو مدين، وعندما أبصره بين الحاضرين اتجه إليه مباشرة وقبل رأسه وبقي يتحدث معه لأكثر من دقيقتين ثم أجلسه بجواره، وبعدها تحرك لمصافحة الحاضرين وهم في أماكنهم، وخص أبرزهم بكثير من الرعاية والاهتمام، حتى أنه عندما يذكر أحد المثقفين أمامه إلا ويفاجئه بأنه قرأ له أو اطلع على شيء من إنتاجه الأدبي أو الثقافي، وكان التصفيق من المثقفين المشاركين في اللقاء حادا في كثير من فترات تلك الجلسة، خصوصا عندما يطرح أفكارا لمستقبل الثقافة والإعلام في المملكة بدأت الوزارة في تنفيذها. ورأى المثقفون الحاضرون أن الوزير كشف في اللقاء عن شخصيته؛ أخلاقا وأدبا وثقافة، خصوصا عندما كان يردد أمامهم «أجلس الليلة بين أساتذتي وإخواني»، وأجمعوا على أن لديه رؤية واضحة للنواحي الفكرية والثقافية والأدبية والإعلامية. وأشار بعض الحاضرين من المثقفين بالقول «ما سمعناه من الوزير أبهجنا وفرحنا به». من جانب آخر، أكد اللقاء مدى اهتمام المملكة بالدور الثقافي للمؤسسات الثقافية ودورها في تعزيز الهوية الثقافية والإعلامية السعودية، وإبراز مواطن الجمال الثقافي والفني السعودي، بحوار ألقى الضوء بإماطة اللثام عن العديد من المشاريع الثقافية والإعلامية المستقبلية. وجاء حديث الوزير الطريفي كترسيخ ل «رؤية 2030» بلغة واضحة ومصطلحات دقيقة عند تأكيده أن الرؤية من خلال حزمة من المشاريع التي ستتبناها وزارته، مثل: «شركة الإخبارية» التي ستهتم بصناعة محتوى إعلامي إخباري منافس، و«المجمع الملكي للفنون» يضم دار أوبرا وصالات للمسرح والسينما وجاليري لرفع المستوى الثقافي الفني والإبداعي في مجالات المسرح والفلكلور والفنون الشعبية، و«المراكز الإعلامية"» في المناطق الرئيسية حول العالم التي تنشر المعلومات الصحيحة حول مواقف المملكة في وسائل الإعلام العالمية، و«المركز الوطني الموحد للحملات الإعلامية والإعلانية الوطنية» التي تهدف إلى تعزيز الحملات الوطنية للأجهزة الحكومية، و «الهوية السعودية حول العالم» التي تهدف إلى إطلاق حملات إعلامية وإعلانية لزيادة الوعي العالمي بجهود المملكة في خدمة الحرمين الشريفين وجهودها في استمرار الأسواق الاقتصادية العالمية وتقديم صورة إيجابية للثقافة السعودية، و«مراكز إعلامية للحج» بإعادة مركز منى الإعلامي في تغطية مشاعر الحج، وإنشاء مؤسسة الفنون والثقافة تحت مظلة الوزارة، و«مؤشر الإيجابية في الطرح الإعلامي» ويهدف إلى تقديم وسائل الإعلام المختلفة من حيث الإيجابية في الطرح الإعلامي والنقد البناء والمساعدة المجتمعية وتشجيع ثقافة الإيجابية والمبادرة في المجتمع. وطرح موضوع: إنشاء الهيئة العليا للثقافة التي يؤسس لها من خلال ورشة عمل وطنية موسعة (تقام قريبا في الرياض) لوضع الأطر وترسم الخطط، وإطلاق تطبيقات ومواقع إلكرتونية جديدة، وأفلام وثائقية تبرز الصورة الحقيقية للمملكة وإنسانها وتاريخها وجغرافيتها. وفوق ذلك، أكد الطريفي على الواجب الملقى على المثقفين والإعلاميين لصد الهجمات الشرسة التي تستهدف الوطن، مبينا أن وزارته مستمرة في مكافحة التطرف والطائفية، وموضحا أن هناك دولا تستغل مواقع التواصل الاجتماعي للإساءة للمملكة ومؤسساتها وشعبها بمعرفات وأسماء مستعارة، وكاشفا أن الوزارة أوقفت بث قنوات «حزب الله»، عبر قمري «عرب سات» و «نايل سات».