تعتبر المنطقة التاريخية في جدة التي تسمى (بجدة البلد) متحفا مفتوحا يحكي إرثا تاريخيا معماريا منفردا، تميزت بنسيج عمراني يحمل في أعماقه القيم الثقافية والاجتماعية والروحية السائدة في المنطقة الغربية. ليس ذاك فحسب، بل يشد الناظر جدا ذاك التكامل والاتزان الوظيفي والبصري الظاهر جليا في النسب ما بين العناصر المعمارية وارتفاعات المباني وأيضا ما بين الفراغات الداخلية والخارجية. فالمتأمل في التصميم الخارجي لبيوت المنطقة التاريخية المتمثل في واجهات زينت بالرواشين الخشبية والتي تتميز بأنها ليست على استقامة واحدة لتعطي ظلالا على الواجهات، يلحظ أيضا استخدام الحجر المنقبي والمرجاني في بناء أغلب بيوت المنطقة التاريخية. أما التصميم الداخلي للبيوت التقليدية في المنطقة فتتشابه غالبا في التوزيع العام للفراغات، ويبقى الاختلاف في مساحة المنزل وعدد أدواره والزخارف الموجودة به حسب إمكانات الأسرة. ويتكون الداخل من الطابق السفلي وهو ما نسميه حاليا بالبدروم لمعظم المنازل، وعادةً يكون به الصهريج أو في بعض الأحيان المخزن، الطابق الأرضي يتكون من الدهليز (مدخل المنزل)، وفي معظم البيوت يوجد مدخلان أحدهما للنساء وآخر للرجال، إضافة للدرج والمقعد، غالبا توضع دورة المياه بالقرب من الدهليز . بمعنى أن الجزء السفلي من المنزل يكون غالبا للأنشطة الاجتماعية واستقبال الضيوف، الطابق الأول يوجد به الفراغات الخاصه بأهل المنزل، وتتكون عادة من ثلاث حجرات أساسية، وهي المجلس (حجرة المعيشة لاجتماع العائلة) والمؤخر (الحجرة الخلفية) والمبيت (حجرة النوم). وتخدم هذه الحجرات بواسطة حجرات أخرى كالصفة تقع ما بين المجلس والمؤخر (حجرة الانتظار) والمركب (المطبخ) ودورة المياه، وفي بعض البيوت تتكرر الفراغات في الأدوار العليا حسب احتياجات أصحاب المنزل، المنزل التقليدي مميز جميل يخدم كل احتياجات أصحابه بفعالية وتهوية وخصوصية. فاطمة سمان- مصممة ديكور