في أقل من 15يوما، سقط أكثر من 100شخص وأكثر من 100جريح في أعمال دامية بأوروبا، إذ يعتبر هجوم ميونيخ الثالث ضد المدنيين في أوروبا، بعد عملية دهس الشاحنة في نيس، في ال14من الشهر الحالي، والتي ذهب ضحيتها 84 قتيلا، هذا العمل الإرهابي الذي أعقبه الهجوم بالفأس في ورتسبورغ. وتعتبر هذه الأعمال التي تبنت بعضها تنظيم داعش، من بين الهجومات الدامية التي هزت أوروبا، والتي أرادت داعش من خلال تبنيها، رغم كونها أفعالا معزولة، تهدف لزعزعة الأمن وأنها قادرة على اختراق الأمن، كما يرى المختصون. ورغم إن تنظيم داعش تبنى بعض الأعمال الإرهابية، إلا أن الخبراء يرون أن بعض الهجومات هي أفعال معزولة من أشخاص يعانون من اختلالات عقلية وليسوا تابعين لتنظيم داعش. وقال الفيلسوف الاجتماعي بجامعة غرونوبل جيلاس ليبوفاتسكي، إن تبني داعش لبعض الأعمال الإرهابية هو محاولة لكسب منبر جديد خارج الحدود التي تنشط فيها، خصوصا وأن التنظيم فقد الكثير من أراضيه في العراق وسورية. وأشار الخبير الأمني غيلاس كيبال، « أن بعض الأعمال الإرهابية يتبناه تنظيم داعش الذي أصبح محاصرا على أراضيه في العراق والشام، وحتى في معقل تواجده بالرقة». وأضاف كيبال إن «داعش»، ومن منطق ما أسميه «الجيل الثالث من الحركة الإرهابية»، استطاع إلى حد ما أن يحقق النتائج لصالحه من أي عملية إرهابية في أوروبا، ولو كان الفعل معزولا وبعيدا عن إستراتيجياته. وفي نفس السياق يقول بيتار ألتميار، مسؤول مقرب لدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «إن ألمانيا لن تسمح للإرهاب والعنف أن يعرفا طريقا له في ألمانيا، وستكون بلاده حازمة مع كل من تسول له نفسه بارتكاب أعمال إرهابية ضد المواطنين». الجدير بالذكر أن آخر إحصاءات لمعهد إيفوب الفرنسي، تشير إلى أن 73 % من الفرنسيين يعتقدون أن الجالية العربية المسلمة بفرنسا تعيش تداعيات الهجومات التي عرفتها فرنسا وبلجيكا في الأشهر الأخيرة. وأشارت الإحصاءات أن فرنسيا واحدا من بين اثنين، يدينون الأعمال الإرهابية التي وقعت بفرنسا. و الإحصاء نفسه، بيّن أن «الإسلاموفوبيا» اتسعت رقعتها بعد الأحداث التي عرفتها فرنسا وبلجيكا وألمانيا، وانتشرت ظاهرة نبذ العرب، رغم إن كل الهجومات التي حدثت حصدت أرواحا من الجالية المسلمة. ففي هجوم نيس وحده، وحسب بيان اتحاد الديانة المسلمة بمقاطعة الألب دي ماريتيم، فإن30شخصا، مسلمي الديانة، قتلوا في نيس من بين 84،الذين قتلوا على جادة منتزه الإنجليز بشاحنة الفرنسي من أصل تونسي محمد لعوج بوهلال. وحسب الخبراء الغربيين، فإن الإرهاب الذي يهاجم أوروبا ويستهدف الأماكن العامة لا يستثني الجالية العربية والمسلمة.