لكأن سكان الشرق الأوسط أغرب من سكان الكوكب، فهم في مرايا الإعلام العالمي رعاة الحروب ورواد الهمجية والنعرات والتصادم المذهبي والعقائدي، أرباب العنصرية ورواد المجازر. يصورهم الإعلام كما لو كانوا من أرومة غير بشرية بينما لديهم في العالم الأول نماذج أشد اتساخا وعنصرية وتناحرا مما لدينا في الشرق الأوسط. فإن كانت الحروب تهدد بنهاية البشر على هذا الجزء من العالم فإن تصادما على القارة العجوز يهدد بنهاية البشرية واختفاء العالم. حين تقوم الحروب لدينا بقتل بعض الناس ستقوم بعض التجارب العلمية في أوروبا بقتل جميع الناس. فعلى المنطقة الحدودية بين سويسرا وفرنسا تقع بوابة سيرن وهي أكبر معمل فيزيائي في التاريخ. تحتوي البوابة على مسرع للجسيمات وهو جهاز أنبوبي مجوف طوله 27 كيلومترا، ومدفون تحت الأرض داخل هذا الأنبوب ستقام أكبر تجربة في تاريخ العلم، حيث سيتم محاكاة الانفجار الكبير الذي بدأ منه خلق الكون. يتوقعون من هذه التجربة أن يكتشفوا المادة الذكية المسؤولة عن تكوين سائر المواد. والعمل يسير بنجاح في بوابة سيرن حتى الآن، والخطوة القادمة هي إحداث تصادم حيث تتلاقى الجسيمات في أنبوب رفيع بعرض الشعرة. يصف كثير من علماء الفيزياء هذه التجربة بالخطيرة، لأن هذا التصادم قد يولد حرارة تصل إلى ألف مليار درجة في جزء من الثانية وهي أكبر من حرارة باطن الشمس مائة ألف مرة. عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكينج يؤكد باستمرار في حواراته الصحفية والتلفزيونية أن إتمام هذه التجربة سيؤدي إلى صنع ثقب أسود عملاق يبتلع القارات ويقضي على الحضارة الإنسانية. وهناك رأي فيزيائي آخر يفترض أنه سينتج عن التجربة توليد طاقة مغناطيسية ضخمة تجتذب الأجرام السماوية والكواكب في الفضاء الخارجي لتصطدم بالأرض وتدمرها على نحو كامل. نسمع تحذيرات أوباما المتكررة من خطر التغيرات المناخية التي يفترض كثير من العلماء أن سببها بوابة سيرن، فمنذ بدء العمل في التجربة والزلازل تزيد حدة والبراكين تشتد ضراوة وتسونامي يزور شواطئ العالم مرارا وتكرارا. ثم تجدهم يتحدثون باشمئزاز عن رجعية الشرق الأوسط، لكن لا أحد يتحدث عن مغبة تطورهم العلمي أو عن ضرورة تقنين التجربة أو إغلاق بوابة سيرن.