بين أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة نائب المدير التنفيذي بمركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا (سيداري) الدكتور سيد الخولي أن إقرار رؤية السعودية 2030 بأن الترفيه من مقومات جودة الحياة جاء من منطلق اقتصادي، إذ إن استثمار الترفيه يؤدي إلى زيادة إنتاجية الفرد خلال أوقات العمل، إضافة إلى العديد من العوائد الإيجابية مثل رفع رصيد المعارف، الثقافة، تطوير المهارات، ورفع مستوى جودة الحياة. ونوه الخولي بتأكيد الرؤية السعودية ضرورة تمكين المواطنين والمقيمين من استثمار ما لديهم من طاقات ومواهب، ودعم توفير العديد من فرص العمل، من خلال تحفيز القطاعات لزيادة الأنشطة الترفيهية، مثل إقامة المهرجانات والفعاليات، وتطوير الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع في إنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية وتأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي المناسبة لإقامة المشروعات الترفيهية من مكتبات ومتاحف ومسارح وغيرها، ودعم الموهوبين من الكتاب والمؤلفين والمخرجين والفنانين، والعمل على دعم إيجاد خيارات ترفيهية متنوعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافة. وقال: «من منطلق اقتصادي فإن ترفيه أوقات الفراغ يعتبر استثمارا لأن استغلالها بصورة عقلانية يؤدي إلى زيادة إنتاجية الفرد خلال أوقات العمل، إضافة إلى العديد من العوائد الإيجابية، مثل رفع رصيد المعارف، الثقافة، تطوير المهارات، زيادة ترابط وقوة العلاقات الأسرية والاجتماعية وغير ذلك، وبالتالي تؤدي إلى زيادة إنتاجية المجتمع ورفع مستوى جودة الحياة». وأضاف: «يجب أن يتضمن الترفيه أو قدر كبير منه إنتاج البنية التحتية والفوقية لزيادة الأنشطة الترفيهية بدءا من تطوير الأنظمة واللوائح اللازمة للتوسع في إيجاد خيارات ترفيهية متنوعة تتناسب مع أذواق وهوايات ورغبات فئات المجتمع وإقامة الفعاليات ودعم المواهب، وتوفير فرص عمل جديدة ومبتكرة، وطالما أن تلبية احتياجات المواطن هدف أي نشاط إنتاجي فإن استهلاك أوقات الفراغ بأنشطة ترفيهية مميزة تساهم في رفع الناتج الوطني من خلال زيادة إنتاجية المواطن والمقيم». وتابع: «لضمان تحقيق الاستثمار لأهداف الرؤية من كافة جوانب التحولات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية يجب التأكد من ملاءمة خيارات الأنشطة الترفيهية ومراعاة التباين في مفهوم الترفيه والخصائص الزمانية والمكانية وأيضا الشخصية والعوامل الاجتماعية الأخرى التي تشكل تفضيلات الأفراد في المكان والوقت لاختيار منظومة الأنشطة الترفيهية التي تلائم المجتمع وذوقه العام». وبين الخولي أن التقويم الاقتصادي لأي نشاط يتطلب معرفة طبيعته وهل هو نشاط إنتاجي أواستهلاكي. وقال: «من الأفضل تحديد المقصود بالترفيه حتى لا يختلط بالمفاهيم الأخرى المرتبطة أفقيا أو رأسيا، أي بدائل الترفيه أو أحد متطلباته أو الأنشطة المكملة له، فالوقت المحدود الذي يقضيه الإنسان في الحياه يتوزع بين الإنتاج والاستهلاك من خلال العديد من الأنشطة لتحقيق أهداف بيولوجية ونفسية، واجتماعية، واقتصادية وغيرها، ولهذا يوزع الاقتصاديون هذه الأنشطة وفقا لتقسيم الوقت بين أوقات العمل والفراغ». وتابع: «الوقت الذي يخصصه الفرد للعمل يعتبر وسيلة لتزويد الأفراد بالدخل، إضافة إلى أنه وسيلة لإشباع بعض الرغبات النفسية، مثل الرغبة في التقدير الاجتماعي واتباع التقاليد، والافتخار بالمهارات وزيادة الشعور باحترام الذات والانتماء والمشاركة في المجتمع، أما أوقات الفراغ فهي الأوقات التي لا يحصل الفرد خلالها على أجر، بل قد يتحمل تكاليف الوقت الذي يخصصه للاستهلاك خلال الأنشطة الترفيهية في أوقات الفراغ، أي غير العمل، وعادة ما يخصص الفرد جزءا من الوقت لبعض الأنشطة كالنوم واستهلاك ضروريات الحياة، إضافة إلى الأنشطة المرتبطة بالالتزامات الدينية والأسرية والاجتماعية».