كشف قائد الحشد الوطني محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي عن محاولات إيرانية لإثارة الصراع العربي الكردي، لافتا إلى أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني يسعى لضرب التحالف السني الكردي في نينوى بعد فشله في السيطرة على المحافظة. ورفض النجيفي في حوار أجرته «عكاظ» الدخول في أي صراعات سنية شيعية، معتبرا أن تحرير الموصل من قبضة «داعش» الإرهابي هي الأولوية القصوى للحشد الوطني، وقوات البشمركة، مؤكدا رفض الحشد الوطني الخضوع لسليماني ،والمخطط الإيراني الهادف للسيطرة على كامل العراق. ونفى قائد الحشد الوطني انسلاخه عن الدولة العراقية، مؤكدا أن الحشد ينسق مع وزارة الدفاع العراقية، وقوات البشمركة في قضية تحرير الموصل من قبضة «داعش» رافضا بشدة محاولات البعض سلخ البشمركة عن واقعهم العراقي . واعتبر أن تحالف الحشد معهم يشكل حماية للعراق ولمحافظة نينوى من السيطرة الإيرانية. مشيرا أن إيران بدأت خططها ومنذ زمن للسيطرة على مدينة الموصل وعلى قضاء تلعفر للوصول إلى الحدود مع سورية ولإحداث تغيير ديموغرافي في هذه المنطقة، مؤكدا أن سقوط الموصل بيد داعش كان جزءا من هذه المحاولات. وبين النجيفي إن إيران حذرته ولعدة مرات قبل سقوط الموصل، من مغبة عدم الاستجابة لنفوذها وسياستها في العراق، وعدم تقبل تصرفات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي٬ ملمحة إلى أن العواقب ستكون وخيمة. وقال محافظ نينوى السابق : «إن الهدف الإيراني في الوصول إلى الموصل يتمثل في إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة٬ وتأمين خطوط تواصل ما بين إيران وسورية عبر العراق٬ وقد تكون الموصل هي آخر القلاع العصية على إيران٬ فالإيرانيون موجودون في محافظة صلاح الدين وموجودون في سنجار من خلال حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا وفي سورية٬ وبالتالي المنطقة المفقودة الوحيدة من أيديهم هي الموصل». وأشار إلى أن إيران تريد السيطرة على تلعفر وعلى الموصل٬ لأنه لا يمكنها السيطرة على تلعفر دون أن يكون لها نفوذ في الموصل. وعما إذا بدأت إيران بتنفيذ خططها للسيطرة على الموصل٬ شدد النجيفي بالقول: إيران بدأت بتنفيذ هذه الخطة منذ زمن بعيد، وليس الآن٬ منذ عدة سنوات وطهران تحاول تأمين هذا الطريق باتجاه سورية، لكنها لم تنجح في ذلك. وتابع قائلا « أعتقد أن سقوط مدينة الموصل بيد داعش هو جزء من هذه المحاولات، وقد حذرتنا إيران لأكثر من مرة من مخاطر عدم الاستجابة لنفوذها وعدم تقبل سياستها في العراق، وعدم الاستجابة لبعض تصرفات أعوانها في العراق، وكانت تلمح إلى أن العواقب ستكون وخيمة، فيما إذا لم نستجب لسياساتها. وزاد «كانت هناك تهديدات بصورة مباشرة وغير مباشرة من شخصيات إيرانية، ونفذت ذلك فعلاً» . وتابع النجيفي قائلا «إيران أربكت المنطقة كثيرا٬ وتدخلاتها تسببت في عدم استقرار المنطقة٬ وهذه المنطقة لن تستقر إلا بأحد اثنين٬ إما أن يكون هناك انسحاب كامل للنفوذ الإيراني وترك العراقيين وحدهم هم الذين يقررون وضعهم٬ أو أن يكون هناك توازن قوى ما بين الأطراف الإقليمية٬أي مثلما هنالك نفوذ إيراني يجب أن يقابله نفوذ إقليمي عربي تركي، حتى يكون هناك توازن بين القوى العراقية الموجودة هنا وتستطيع من خلال هذا التوازن أن تفرض إرادتها العراقية٬ لأن انفراد الدور الإيراني في العراق هو عامل فوضى. وقال إن الحشد الوطني وقوات البشمركة والتحالف الدولي يعملون تحرير الموصل من قبضة «داعش» مؤكدا أن هذا الأمر ننسقه مع وزارة الدفاع والجيش العراقي، لأننا نرفض إشراك أي جهة غير الجيش العراقي في عملية التحرير، لأن أطيافا طائفية معينة تريد تنفيذ مذابح عن طريق القصف والاقتحام بدموية تعرض المدنيين للخطر. وقال النجيفي، إننا لن نمنح قاسم سليماني الفرصة التي ينتظرها لإحكام قبضة إيران على الموصل، لافتا إلى أن الحشد الوطني وقوات البشمركة سيحمون المدينة بعد تحريرها من أي تدخلات إيرانية.