غدا الأحد تعطينا كرة القدم واحدة من المناسبات الوطنية الاستثنائية، حيث يلتقي ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله بأبنائه شباب هذا الوطن، كل الوطن، متوجا وراعيا لختام مسابقة كأس الملك. غدا ستكون الجماهير الكروية على موعد مع ليلة كروية وطنية بامتياز، ليلة مذهبة بالكأس الملكية الغالية، عنوانها النصر والأهلي، وفضاؤها وطن مترامي الأطراف من الحد إلى الحد، ومن الماء إلى الماء. وإذا كان فريق الأهلي يخوض هذا التحدي وهو في أحسن حالاته الفنية والإدارية والمالية، مدججا ببطولة الدوري التي ستمنحه هيبة وفائضا معنويا هائلا، فإن فريق النصر يدخل هذه المباراة وهو في أسوأ أوضاعه منذ بضعة مواسم، ويتوقع أن تلقي الخلافات الإدارية الشرفية العميقة، وانعكاساتها المالية المتعاظمة، بظلال قاتمة على أداء وعطاء اللاعبين في الملعب. أجل، فالنصر يخوض هذا التحدي الصعب بإدارة مستقيلة، وعقب انسحاب صادم للرمز الداعم، وللرئيس المرشح لخلافة الأمير فيصل بن تركي، وانقسام حاد طال كل مكونات البيت النصراوي على نحو لم يشهد له النصر مثيلا على الإطلاق. والحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أو إخفاؤها، هي أنه لا أحد من جمهور النصر يتوقع من فريقهم غدا أن يفوز بالمباراة ويحقق كأس الملك، وإن حدث هذا فستكون أكبر وأهم مفأجاة يقدمها نجوم العالمي لجمهورهم الذي انخفض سقف طموحاته كثيرا وهو يتابع بحزن وألم حالة التشظي النصراوية، خصوصا بعد أن راح رجالاته يصبغون ببياناتهم مستقبل النصر بالأسود القاتم. لقد انشغل النصراويون طيلة الأسبوع الماضي بالبيانات التي يلد بعضها الآخر، وقلت إن البيان الأهم هو ما سوف يصدر عن الفريق النصراوي يوم غد الأحد من ملعب الجوهرة. وما من شك في أن فوز النصر بالمبارأة والكأس سيكون لكل النصراويين، إلا أنه في نفس الوقت سيعني الشيء الكثير لرئيس النادي المستقيل فيصل بن تركي، وسيحسن من وضعه في مواجهة خصومه قبل تركه النادي، وقد يغير هذا الفوز لو حدث الكثير من معادلات الصراع داخل البيت النصراوي، وربما يدفع بالرئيس إلى التراجع عن الاستقالة، وإكمال فترته الرئاسية المتبقي منها موسمان. وبالجملة فما بعد مباراة الغد، ليس مثل ما قبلها.