نفى سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان، علي عواض عسيري مايشاع عن أن السعودية تخلت عن لبنان، معتبرا أن هذه ربما أمنية البعض التي لن تتحقق. ووصف أثناء مأدبة عشاء في منزله أمس الأول، بحضور القيادات اللبنانية وكبار الشخصيات السياسية والعسكرية والروحية والدبلوماسية، العلاقات السعودية اللبنانية بأنها متجذرة تاريخيا وإنسانيا. وأكد عسيري في كلمته أن السعودية بكافة قياداتها كانت وستبقى الداعم الأساسي للوفاق الوطني والاستقرار السياسي والأمني في لبنان ولصيغة العيش المشترك. وشدد على أن المطلوب من لبنان في المقابل أن يبقى أمينا لتاريخه منسجما مع ذاته ومحيطه، ليتصدى لكل ما قد يواجهه من مخططات ومشاريع نعرف سلفا أنها لن تحقق ما تتوخاه، لأن الشعب اللبناني بكل طوائفه يعرف تماما ماذا يريد وأين تتحقق مصلحة بلاده. وقال السفير السعودي إن بعض الأصوات في لبنان التي تستعمل أساليب التجييش وارتفاع النبرة لا تخدم مصلحة لبنان ولا تريدها أصلا، مضيفا أن جلّ ما فعلته أنها استجلبت الانعكاسات السلبية على الاقتصاد والوضع اللبناني بعدما ربطت نفسها بشؤون إقليمية ومحاور لا تقيم اعتبارا إلا لمصالحها الخاصة. وأكد أن مصلحة لبنان تتطلب خلال هذه المرحلة إبعاده عن كافة الملفات والتجاذبات الإقليمية وعدم ربط مصيره بمصير أي طرف، وإنما الانصراف لمعالجة قضاياه الداخلية واستنباط الحلول المفيدة بمعزل عما سيؤول إليه وضع نظام هنا أونظام هناك. ودعا عسيري إلى حل الأزمة الرئاسية قبل عيد الفطر، لافتا إلى أن شغور رئاسة الجمهورية يوشك دخول عامه الثالث، محذرا من أنه كلما طال تقترب الدولة والمؤسسات من حافة الهاوية. وناشد الحضور من كافة الأطياف السياسية والدينية إيجاد الإرادة السياسية والحلول التوافقية لهذا الملف بحيث يحل عيد الفطر ويكون للبنان رئيس عتيد يقود السفينة إلى ميناء الطمأنينة والازدهار ويحقق آمال وتطلعات اللبنانيين، معتبرا أن هذا ما ينتظره مواطنوكم منكم وكل محب للبنان. وعبر السفير عسيري عن أمله أن يشهد هذا المساء الحد الفاصل في القرارات. نعم للبنان الوحدة .. نعم للبنان العيش المشترك .. نعم للبنان المصالحة . . نعم للبنان الرئيس الجديد .. نعم للغد المشرق والسلام والاستقرار والازدهار. وعد الانتخابات البلدية التي تجرى بكل رقي وديموقراطية فأل خير وخطوة في اتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية. حضر مأدبة العشاء رئيس الحكومة تمام سلام، رئيسا الجمهورية السابقان الشيخ أمين الجميل، العماد ميشال سليمان، وزير المالية علي حسن خليل ممثلا لرئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني ورؤساء الحكومة السابقون، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري، قائد الجيش العماد جان قهوجي، والعماد ميشال عون.