حديثا وسائل الاتصالات الاجتماعية أصبحت مشبعة بخبر علاج شافٍ لمرض السكري . وقد فهم الكثير المفهوم الخاطئ في الخبر . الصحيح أن ما نشر عبر وسائل الإعلام الغربي هو أن الأبحاث استطاعت بصفة ونتيجة إيجابية فعالة أكثر مما سبق في التوصل إلى زراعة الخلايا الجذعية التي تقوم بإفراز هورمون الأنسولين ومن ثم يستغني مريض السكري من النوع رقم 1 من حقن إبر الأنسولين يوميا . ويخص هذا النجاح فقد مرضى السكري الذين لا يستطيعون العيش دون حقن إبر الأنسولين وهم يشكلون 10 % من مرضى السكري في العالم. أما النوع رقم 2 والذي لا يحتاج لإبر الأنسولين يشمل 90 % من مرضى السكري في العالم لا ينطبق عليهم هذا النوع من العلاج . وقد ساهم النجاح الكبير في الوصول لعلاج داء السكري للنوع رقم 1 من الخلايا الجذعية هو تحديد الخارطة الوراثية للإنسان أو ما يعرف بالجينوم الذي يعتبر أهم إنجازات القرن العشرين، فى إحداث ثورة تكنولوجية كبيرة في بحور الطب والعلم وما يتعلق بصحة الإنسان عبر أجيال عديدة . فقد ساعد الجينوم ، الذي يعرف بأنه القائمة الكاملة من الجينات الوراثية المشفرة اللازمة لتكوين جميع الكائنات الحية، في ظهور تطورات طبية عديدة في مجال علاج الأمراض الوراثية والخبيثة أو الوقاية منها . وأوضح العلماء أن مجموعتين كاملتين من الجينوم البشري هما الكروموسومات، تتواجدان في نواة كل خلية جسمية عدا خلايا التكاثر أي الحيوانات المنوية في الذكور والبويضات في الإناث، حيث توجد مجموعة واحدة من الجينوم، وذلك لاستقبال المكمل لها من خلية التكاثر الأخرى، وكريات الدم الحمراء التي لا تحوي أي مجموعة جينية. وفسر هؤلاء أن كل كروموسوم يتألف من ستين إلى ثمانين ألف جين، وكل جين يتكون من أربع قواعد التي تترتب في سلاسل طويلة من السكر والفوسفات مكونة جزيئات الحمض النووي أي ال DNA أو المادة الوراثية. وأشار خبراء الوراثة إلى أن عدد الجينات في البشر يتراوح ما بين 30 - 40 ألف جين، وهو عدد يقل عن التقديرات السابقة التي تراوحت بين 60 - 100 ألف جين، ويختلف الحمض النووي بين إنسان وآخر بنسبة 0.2 فى المئة فقط، وتحدد هذه الجينات النوع والصفات الوراثية والسلوكية أيضا، وتكون بحد ذاتها سوية وليست مسؤولة عن المرض، ولكنها في تشكيلها وتفاعلها قد تؤدي إلى ظهور المرض. وهذا جزء ضئيل من السر في مخلوقات الله عز وجل سبحانه في قوله: وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. الآية . والله أعلم. فاكس: 6721108 * استشاري الباطنية والسكري