كرر ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ثنائية القدرة على الإنجاز والتحدي في لقائه التلفزيوني الأول على شاشة «العربية»، وبما أن الرجل من سلالة عبدالعزيز، فيبدو أن الأمر ليس بالصعب أمامه، كما يقول أحد المسنين الذين عاصروا المؤسس وأبناءه الملوك الستة من بعده. دخل الأمير محمد بن سلمان الحكومة منذ وقت مبكر في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بيد أن المهمات الكبيرة أوكلت إليه عشية توليه المجلس الاقتصادي والتنموي، وصرح الأمير بأن العام الماضي كان بشكله العام يسير في المعالجات السريعة، وأن البلاد قادمة على تحول كبير ستظهر ملامحه في الخمسة أعوام الماضية، وستتجلى الرؤية في 2030. ولي ولي العهد تحدث بلغة عملية، إذ خلت المقابلة من الإنشائيات، ما يترك دلالة عند المتلقي السعودي والعربي بأن الرجل عملي ويريد إنجاز فكرته بعد أن تصل لهم، فالمقابلة التلفزيونية التي جاءت بعد مقابلات صحفية، تبرهن على عمل كبير بجهود جادة للوصول لمرحلة جديدة تكون فيها المملكة أقوى عالمياً. المسن أحمد الفهد الذي يعتقد أن أبناء المؤسس وأحفاده قادرون على الإنجاز يستشهد خلال مكالمة هاتفية مع «عكاظ» بإنجازات الملك عبدالعزيز ورجاله المخلصين في تأسيس بلد قوية قبل النفط، مشيرا إلى أن اللقاء الذي تابعه في التلفزيون كان مرسخاً لقناعته القديمة، «لقد شهدت آخر أيام الملك عبدالعزيز، وأنا اليوم أرى في حفيده طموح المؤسس وقوة إرادته، هم رجال أشداء». يكثر المسن الثناء على قيادة البلاد بطريقة عفوية، ليرجع إلى المقابلة ويؤكد حرص «المعازيب» (لفظة محلية تطلق على الحكام ووجيه القوم في الخليج)، على استمرار العيشة الرغيدة في البلد، «هم دائما في تحد، بيد أنهم عودونا كسب الرهان وكسر أسوار الفساد». ويستذكر إشارة الأمير إلى أن نظرة البعض إلى النفط تعد مشكلة، ليصب جام غضبه على النفط، «لم نكن نعرف النفط وكنا نعيش حياة طبيعية، نحن أشداء ونستطيع أن نبي وطننا بالموجود». الأمير اعتمد في لقائه على قراءة المعطيات واستثمارها، بيد أن تعاطيه كان صلبا، لم يعر أسعار النفط بالا في خطة التحول الوطني، وعندما سئل عن «هل أطلقتم هذه الرؤية لأن أسعار النفط منخفضة؟»، أجاب الأمير بثقة «هذه الرؤية كانت ستطلق، سواء النفط سعره مرتفع أو منخفض». عند الثالثة مساء، انصرف السعوديون إلى أعمالهم وهم يرتبون أسئلة وانطباعات ليتداولونها في مجالسهم المسائية ويتسامرون بها، المقابلة ستكون حديث الساعة في الأيام القادمة، لقد أظهرت خريطة طريق لمستقبل البلاد في ال15 عاما.