من زائر إلى منقذ.. في لحظة شمر المواطن عبدالرحمن العدواني (متقاعد من قوات الطوارئ الخاصة) عن ساعديه لينقذ امرأة وابنها جرفتهما سيول طريق السيل (مكة - الطائف) في البهيتة، حيث ضحى بحياته لنجدتهما في وقت لم تدع المياه الجارفة حيلة لهما سوى التشبث بالمركبة وإخراج من فيها. عدسة شاهد عيان وثقت عملية الإنقاذ التي راجت في وسائل التواصل الاجتماعي عبر فيديو سجل حالة الإنقاذ لحظة بلحظة. العدواني يروي حكايته مع الحادثة قائلا: «كنت متوجها من مكةالمكرمة إلى الطائف عبر طريق السيل لزيارة عمتي، وبعد مروري من مركز التفتيش الأمني في البهيتة بنحو نصف كيلومتر، تفاجأت بكميات من الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي دخلت بوسط الطريق في اتجاه سير المركبات، حيث كانت قادمة من السيل الكبير باتجاه الوادي المحاذي للطريق السريع، مما دعاني وآخرين للتوقف وفي تلك الأثناء شاهدت مركبة يسحبها السيل ويجرفها باتجاه الوادي وقد أبعدتها مسافة 100 متر تقريبا حيث توجهت إلى المركبة لإنقاذ من فيها، وطلبت المساعدة من مجموعة من الشباب العابرين في الطريق، ولبوا رغبتي، حيث ساعدتنا إرادة الله في ذلك حيث توقفت المركبة على مرتفع بجوار سياج العبارة، وكان الزجاج الأيسر الخلفي مفتوحا وتشبثت بإحدى يدي باتجاه الزجاج لمسك يد شاب والأخرى باتجاه الشباب المساندين لي، إذ سحبت يده لتمريره إلى من خلفي، وذكر لي أن معه في المركبة والدته وكانت المياه حينها قد غمرت المركبة، ولم أستطع مشاهدة من فيها، لأدخل يدي حتى تمسكت بي والدة الشاب وتم سحبها وإنقاذها قبل ثوان من انجراف المركبة من المرتفع الذي كانت عليه». وزاد العدواني: «الحمد لله أن من الله علي بأجر إنقاذ روحين من الموت مع الشباب الذين ساعدوني ولا أنكر جهودهم، وقد كنت متجها إلى الطائف بحثا عن الأجر وصلة القربى لعمتي المنومة في أحد المستشفيات».