غيب الموت فجر أمس، إمام المسجد النبوي الشيخ الدكتور محمد أيوب، بعد معاناة مع المرض، وشيعته جموع غفيرة إلى مقبرة بقيع الغرقد، بعد الصلاة عليه ظهرا في المسجد النبوي، وللفقيد مسيرة رائعة عطرة مع الإمامة وقراءة القرآن الكريم، تستحق أن تروى، إذ عين رحمه الله إماما متعاونا بالمسجد النبوي عام 1410 واستمر فيه حتى عام 1417 ثم انقطع عن إمامة المسجد النبوي نحو 19عاما، وحقق له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمنيته بالعودة للإمامة في رمضان الماضي، لكنه لم يستطع إكمال صلاة التراويح لليلة السادسة من رمضان، بعد ظهور التعب على حنجرته في التسليمة الثانية، ليتقدم الشيخ أحمد طالب بن حميد لإكمال صلاة التراويح بدلا منه. ويحظى الشيخ محمد أيوب بقبول واسع بين المسلمين لما حباه الله من صوت جميل ومؤثر، إذ تميز بالقراءة الحجازية، وحفظ القرآن وعمره 12 عاما ودرس على الشيخ زكي داغستاني في المدرسة الابتدائية عندما كان في مكةالمكرمة، وكذلك على الشيخ خليل قارئ، وكلا الشيخين يجيدان القراءة الحجازية إلا أنه أخذ عن الأخير التلاوات تلقينا فكان يرافق الشيخ أينما رحل فقد ذهب الشيخ خليل إلى الطائف ورحل معه الشيخ محمد أيوب إلى هناك. وكان والد الشيخ محمد أيوب رحمه الله، أوصى الشيخ خليل قارئ أن يهتم به كثيرا آملا أن يكون له شأن عظيم فكان كما أراد، من جانبه اكتشف خليل قارئ بفراسته أن للشيخ محمد أيوب مستقبلا عظيما في تلاوة القرآن الكريم وحفظه. ولد الشيخ محمد أيوب في مكةالمكرمة سنة 1372، وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولي، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ الجليل عبدالرحمن القارئ في مسجد ابن لادن التابع لجمعية تحفيظ القرآن الكريم سنة 1385، درس في معهد المدينة العلمي، والتحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة سنة 1396، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة «سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة». وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها سنة 1408، وكان موضوع الرسالة: «مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن». عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيدا بكلية القرآن عامي 1397 و1398، وكلف أمانة امتحانات الكلية لمدة 10 سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، إلى أن توفاه الله، وإضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. وحصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها: إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، ومن الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبدالرحمن القارئ. وللشيخ محمد أيوب رحمه الله عائلة مكونة من 13 شخصا، وهو متزوج بزوجتين وله من الأولاد خمسة، كلهم من حفظة كتاب الله وجل، وابنتان أيضا من الحافظات لكتاب الله.