رحب مؤتمر القمة الإسلامي الذي اختتم أمس الأول (الجمعة) في مدينة إسطنبول التركية بتأسيس المملكة العربية السعودية برنامجا باسم خادم الحرمين الشريفين يهتم بالعناية بالتراث الحضاري، وكذلك إنشاء الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لمركز يعنى بالتراث العمراني كجهة تهتم بالمحافظة على التراث الوطني وإعادة تأهيله، وتعديل مسمى «الهيئة العامة للسياحة والآثار»، أخيرا ليصبح «الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني»، وذلك ليشمل كل عناصر ومكونات التراث، وكذلك إصدار قرار بالمحافظة على مواقع التراث الإسلامي، واعتماد نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني واللوائح التنفيذية لها. جاءت هذه الإشادة المهمة على مستوى قادة الدول الإسلامية في بيانهم الختامي للقمة لتؤكد أهمية البرنامج الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ودوره في العناية بالتراث الحضاري الذي يعد مكونا أساسا لهوية هذه البلاد بما تمثله من مكانة تاريخية وحضارية، حيث تقف على حضارات متعاقبة أسهمت في بناء الحضارة الإنسانية وتوجت بالحضارة الإسلامية الخالدة. ويمثل برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، مشروعا تاريخيا وطنيا مهما، ينتظر أن يحدث نقلة نوعية في برامج ومشاريع التراث الحضاري الوطني، وتم اعتماد البرنامج من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل الملك سلمان بن عبدالعزيز رائد التراث ورجل التاريخ. وتبنى رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز هذا البرنامج وتابع التفاصيل المتعلقة بالإعداد له، بوصفه أولوية وطنية لها ارتباطها الوثيق بالهوية الوطنية وتعزيز المواطنة، إلى جانب أهميته الاقتصادية، حيث يشكل قطاع التراث مجالا اقتصاديا واعدا، إضافة إلى أهمية البرنامج في إبراز الهوية الإسلامية والعربية التي تمثل الجزيرة العربية منبعا لها. ويتوقع خلال السنوات الأربع القادمة إنجاز العديد من المشاريع ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري؛ ومن ذلك افتتاح 18 متحفا في عدد من مناطق المملكة، وتهيئة 56 موقعا أثريا للزيارة، واستكمال بعض مشاريع شركة الضيافة التراثية، والبدء في تنفيذ مشاريع كبرى بالشراكة مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية والقطاع الخاص؛ ومنها مشروع مدينة سوق عكاظ، واكتمال أعمال التطوير في أكثر من 26 قرية تراثية، وأكثر من 300 مبنى تراثي مميز، واكتمال تهيئة أكثر من 26 من مبان أثرية وقصور الدولة التاريخية، وافتتاح حي الطريف في الدرعية التاريخية لتكون إضافة مهمة لسياحة الوطن، وإنجاز مشروع تطوير وسط الرياض.