داهمت السيول الجارفة فجر أمس السبت وادي بيشة قرب مدينة بيشة، وسط تحذيرات مسبقة للدفاع المدني ودوريات الأمن والمرور، تؤكد على ضرورة الابتعاد عن مجاري السيول والخروج من الاستراحات والمزارع التي يغص بها الوادي. وعلى رغم إطلاق صافرات الإنذار، وتردد صداها على نطاق واسع إلا أن المئات أصروا على التجمهر والوقوف على جسري الحازمي والحرف، ما اضطر الجهات الأمنية إلى إغلاقه احترازيا بالتعاون مع إدارة الطرق والنقل في بيشة، حفاظا على السلامة العامة، فيما اقتلعت السيول النخيل وأعمدة الكهرباء قرب قرية الباقرة. إغاثة القرى تابع محافظ بيشة محمد بن سعيد بن سبرة أعمال الجهات الخدمية في المحافظة إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها خلال الأيام الماضية، إذ لا تزال قرى عدة معزولة مثل المحالة، الفطحة، جلان، آل الرومي، الجوة، الغفرات، قطبة، إضافة إلى النجد والرس جنوب وادي بيشة، وقرى غرب وادي الجعبة. فيما يواصل الدفاع المدني ومكتب وزارة المالية بالتعاون مع المحافظة ومراكزها تقديم المساعدات للأسر في تلك القرى، ونقل المساعدات الغذائية والطبية والفرق الصحية إليها لتقديم الخدمة المطلوبة للمرضى. سلامة الجسر جدد مدير الطرق والنقل في بيشة المهندس مبارك المطوع قلقه على سلامة جسر الحرف – نمران، بعد أن تسببت الحفر الواقعة على مجرى السيول شمال الجسر في انخفاض مستوى التربة تحت الجسر بعمق يصل إلى أكثر من أربعة أمتار. وقال المهندس المطوع إن سلامة الجسر مرهونة بمعالجة وضع الوادي، فبقاء الحفر والاستراحات والمزارع في مجرى الوادي خطر كبير جدا على الجسور. مؤكدا قيام إدارته بمخاطبة الجهات المختصة لمعالجة هذه المشكلة حفاظا على مشاريع حكومية صرفت عليها الدولة ملايين الريالات. استمرار العبث في تحد واضح لقرار منع العبث في بطن وادي بيشة بالحفر ونقل التربة (البطحاء) التي تسببت في إحداث حفر كبيرة جدا في بطن الوادي أدت إلى تغيير مجرى السيول بالوادي، وإحداثها أضرارا بالجسور والمصدات الخرسانية، رصدت عدسة «عكاظ» صباح أمس عددا من الآليات والناقلات تتحين الفرصة للدخول مجددا لبطن الوادي لمواصلة الحفر لنهل «البطحاء»!. يشار إلى أن منسوب بحيرة سد الملك فهد جنوببيشة ارتفع متجاوزا ال35 مترا، فيما فاض سد قطبة بمركز القوباء جنوب غرب بيشة، وسد ترج وسد ترجس الواقعان بين محافظة بيشة ومحافظتي النماص وتنومة، وكذلك فيضان سد الفوهة بمحافظة بلقرن الذي يغذي وادي تبالة، فيما ارتفع منسوب سد وادي تبالة غرب بيشة إلى 18 مترا، وشكلت السدود بفيضانها جمالا أخاذا، مع ارتفاع خطر الاقتراب منها.