«أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد تعميما لجميع الاتحادات الرياضية والمكاتب التابعة لرعاية الشباب بناء على التوجيهات الكريمة، بضرورة اتخاذ التعليمات والإجراءات للقضاء على ظاهرة القزع في الملاعب والصالات الرياضية بالمملكة، على أن يتم مراقبة اللاعبين المخالفين داخل غرف الملابس قبل دخول اللاعبين للملاعب وبدء المباراة على أن يتم إشعار إداري الفريق عن اللاعبين المخالفين، وفي حالة تم تلافي تلك الملاحظات يتم السماح لهم باللعب وفي حالة رفضهم أو عدم التزامهم بتنفيذ التعليمات يستبعدون نهائيا من المباراة، كما يستبعد معهم الإداري، على أن يشمل ذلك اللاعبين المحترفين غير السعوديين...».. (انتهى) بعض قرارات الرئاسة العامة لرعاية الشباب غريبة عجيبة، فهي تحضر في الوقت الخطأ حيث الموسم مشارف على الانتهاء وهناك قضايا أهم وأكبر وأعمق من (القزع) كانت تنتظر التدخل والقرار القوي من قبل مقام سمو الرئيس. القزع أراه حالة شخصية لا تضر الآخرين، والطريقة التي يتم بها قص الشعر وتصفيفه أو حتى (تمشيطه) ليس لها علاقة بمخالفة دينية بل هي أقرب إلى (الموضة) التي تخرج لنا كل يوم عشرات الأشكال واللقطات لمزيد من القصات و(التسريحات) - حلوة التسريحات. أتفهم أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تهدف من هذا القرار إلى حماية الشباب من تأثير النجوم عليهم فيتجهون لتقليدهم، لكن الحقيقة وتابعوها أنتم في المدرجات نادرا ما ترى شابا أو مشجعا لديه (قزع) في رأسه! المباراة مدتها ساعة ونصف أو ساعتان بالكثير، لكن ما رأي الرئاسة بالساعات الطويلة التي يقضيها الشاب أمام التلفزيون أو تطبيقات الإنترنت؟ وكم تؤثر شخصيات النجوم في كل مجال على عقليات الصغار. التعميم الذي أصدرته الرئاسة لا ينتمي لهذا العصر، ويتطاول على حريات الآخرين ورغباتهم التي لا تشكل ضررا على من حولهم أو المحيطين بهم، ويبدو أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لديها (توازنات) تعمل عليها حاليا فاضطرت إلى اتخاذ هذا القرار الديني! ولعلي أذكر أنه في بعض المباريات المحلية، يمكن ملاحظة أن مخرجي هذه النزالات يتعمدون حجب اللقطة عن اللاعبين والمدربين الأجانب عندما يبدأ هؤلاء في التثليث على طريقتهم ومعتقدهم، وهو تصرف جيد أفضل من طرح الموضوع للمهاترات والمطالبة بتدخل الجهات الدينية وطرد هذا اللاعب أو ذاك المدرب، لكني في نفس الوقت أرى أن مثل هذه القضايا مفتعلة ومضحكة، كما حدث مع قضية محترف سابق قبل وشم ذراعه، لأنها تعبر عن ضحالتنا وجهلنا وعزلتنا عن هذ العالم. وماذا فيها فليقبل هذا اللاعب يده وذراعه وإصبعه وما فيها أيضا من تعبيرات ورسوم تعبيرا عن فرحه بتسجيل الأهداف كما يفعل اللاعبون العرب والمسلمون عندما يسجلون هدفا أو ينتصرون في الملاعب العالمية وفي بلدان ليست مسلمة فيسجدون لله شكرا، وهناك منهم من يرفع يديه مبتهلا بالدعاء للخالق قبل أن يشارك بديلا أو قبل أن ينفذ ضربة جزاء أو ركلة حرة، ولم نر أحدا يمنعهم أو يكتب عنهم في الصحف أو يحتج ضدهم بمبرر التأثير على عقيدة الناشئة والمعجبين هناك!! إنه شيء غريب فعلا فالإسلام ليس عقيدة هشة حتى يؤثر عليها تصرف أي لاعب مسلم أو غير مسلم يعبر عن فرحته بطريقته طالما أنه لم يشتم دين الآخر ولم ينل منه أو يطالب بفتح معبد أو كنيسة أو يتدخل في شأننا الديني. إذن دعوه يعبر عن فرحته ويقص ويصفف شعره كما يريد ويعتقد «لكم دينكم ولي دين»، طالما أنه لا يسيء إلينا وإلى معتقداتنا.