«رزقت مولودا جديدا، بعد أن أنقذت طفلا ووالدته المسنة».. كانت تلك آخر عبارة تلفظ بها العريف ناصر بن محمد الصايغ من منسوبي الدفاع المدني، الذي توفي بعد أن أسهم مع زملائه في إنقاذ أسرة من الموت احتراقا في حادث سير وقع على طريق السليل- الرياض. وروى والد ناصر ل «عكاظ» الساعات الأخيرة من حياة ابنه، مشيرا إلى أنه خرج مع زملائه عصرا لمباشرة الحادثة، واستمرت عملية الإنقاذ حتى العشاء. وأفاد أن العريف ناصر أصيب بجرح في قدمه ناتج عن حطام زجاج المركبة، إلا أنه لم يبال بذلك، وتلقى العلاج في المستشفى، وذهب إلى البيت، وودع أسرته بدءا بوالده ووالدته، ليستأنف عمله بعد أن أبلغهم بإنقاذ مسنة وطفلها اليتيم، قائلا لهم: «رزقت مولودا جديدا بعد أن أنقذت طفلا ووالدته المسنة». وأوضح الصايغ أن ابنه العريف ناصر رفض الإجازة المرضية التي منحها له المستشفى، وعاد للعمل الميداني مع زملائه حتى أغمي عليه ومن ثم فارق الحياة فور وصوله للمستشفى. وبين الصايغ أن ابنه المتوفى لديه ثلاثة أبناء نورة (سبع سنوات) ومحمد (ست سنوات) وريم (أربع سنوات). واختتم حديثه بالشكر لكل من واساهم في فقيدهم ومنهم محافظ السليل مساعد الماضي ومدير عام الدفاع المدني بالمملكة الفريق سليمان العمرو، ومدير إدارة الدفاع المدني بالسليل العقيد مبارك الدوسري ومدير مدني وادي الدواسر المقدم تركي آل هقشة. من جهة أخرى، ذكر سالم بن غنيم عم الطفل عبدالعزيز الذي أنقذه العريف الصايغ مع والدته أنه فوجئ عندما شاهد الأهالي يؤدون الصلاة على الفقيد ناصر مع المتوفين في الحادثة نفسها. معتبرا أن ما قام به عملا بطوليا يستحق التقدير من الجميع.