أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى وخبراء التعليم ل«عكاظ» أن نتائج الاختبارات الوطنية التي أعلنتها هيئة تقويم التعليم العام، تمثل انطلاقة هامة لتطوير التعليم العام. لافتين إلى أنها أول نتائج لاختبارات مهنية وعلمية تشرف عليها جهة احترافية محايدة. وبينوا أن أرقام النتائج تمثل أساسا يجب أن تنطلق منه وزارة التعليم لتطوير العملية التعليمية، من خلال الوقوف على مكامن الخلل وتصحيحها واستثمار نقاط القوة وتعزيزها. مثمنين العمل الاحترافي والمهنية العلمية لهيئة تقويم التعليم العام. مشددين على ضرورة أن تكون نتائجها ومخرجاتها ملزمة للوزارة. ثقافة الأسرة قال عضو اللجنة التعليمية في مجلس الشورى الدكتور أحمد آل مفرح «سعيد بخروج نتائج الاختبارات الوطنية بغض النظر عن الأرقام والنسب، ويكفي أنها بنيت على أسس علمية، وظهرت بمهنية». مضيفا أن نسبة 40 % من ضعف الطلاب والطالبات في العلوم والرياضيات متوقعة، لأن لدينا معاناة في عملية توطين المناهج الدراسية، إضافة إلى ضعف التدريب الجاد للمعلمين والمعلمات وإشكاليتي أساليب التقويم وثقافة الأسرة في التعاطي مع المناهج الحديثة للرياضيات والعلوم. ولفت إلى «أن هذه النتيجة انطلاقة هامة لتطوير التعليم من خلال مساعدة الوزارة والمخططين لتلمس الإشكالات التي تسببت في هذا التدني الواضح في الدرجات المتوقعة، ورغم أننا كنا لا نتمنى أن نصل لها، إلا أن الميزة فيها أنها تعزز انطلاقة الوزارة لبحث مكامن الخلل والعمل على تلافيها بعمل دؤوب لتحقيق التطوير برؤية واضحة للاستفادة من مخرجات التقويم لدى الوزارة، ولابد من وضع برامج جادة للارتقاء بالمستوى التعليمي في العلوم والرياضيات سواء في المقرر أو أدوات التقويم والقياس أو أدوات التقديم من المعلم والمعلمة والثقافة العامة للمجتمع بشكل عام». وأكد أهمية أخذ هذه النتائج في الحسبان، كونها خرجت من جهة علمية مهنية محايدة، وإلزام الوزارة بها لتطوير ما يمكن تطويره للارتقاء بالمخرج التعليمي. مؤشرات إيجابية أكد عضو مجلس الشورى الدكتور سالم القحطاني «مؤسساتنا التعليمية تعمل جاهدة لما فيه خير، ومجلس الشورى جهة رقابية تشريعية تساعد وتعين وتقدم كل ما لديها لدعم العملية التعليمية وتطويرها، وبالنسبة لنتائج هيئة تقويم التعليم العام تمثل مؤشرا يساعد على تطوير التعليم، وقد تكون هناك بعض الإخفاقات لعدم وجود اختبارات معيارية سابقا خصوصا في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة تساعد على كشف جميع نقاط الضعف والقوة في التعليم، وأرى أن تؤخذ هذه المؤشرات بإيجابية ونعمل من أجلها للمساعدة في تحديد الخلل، وبناء منظومة لمناهج تعليمية، وأن هناك خطوات موفقة للهيئة التي انتهت من عمل متميز هو الإطار الوطني والمرجعي لمعايير مناهج التعليم العام، وهناك خطوات تالية تساعد على أن تكون هناك مناهج علمية متميزة ذات معايير محددة». تأهيل المعلم هنأ مدير التعليم في منطقة الرياض سابقا الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي، الهيئة على إنجاز الدراسة المميزة في التطبيق الناجح للاختبارات الوطنية، وما توصلت إليه من نتائج صادقة موضوعية تعد في غاية الأهمية لصناع القرار. مؤكدا أن النتائج التي توصلت لها تعد مرآة صادقة لواقع تحصيل الطلاب والطالبات في مادتي العلوم والرياضيات في الصفين الثالث والسادس الابتدائي. لافتا إلى أهمية التركيز على أمرين هما المعلم والطالب، الأول يحتاج للمزيد من التدريب في طرق التدريس، أما في ما يتعلق بالطالب فإنه يجب أن يكون متفاعلا في الحصة الدراسية بالبحث عن المعلومة الإثرائية ذات الصلة بما يتعلمه من مصادر التعلم المختلفة، لينعكس ذلك إيجابيا على تثبيت المعلومة واستيعابها (فهما وتطبيقا). وبين أن المختبرات العلمية للعلوم والرياضيات تحتاج للتطوير في الشكل والمضمون، كونها لم تعد صالحة وغير مواكبة للمحتوى العلمي الذي يدرسه الطالب في الكتاب المدرسي. خبراء للأسئلة ثمن هادي غروي أحد المشاركين في بناء أسئلة الاختبارات الوطنية في مادة الرياضيات، اهتمام الهيئة بإعداد خبراء سعوديين لإعداد أسئلة الاختبارات الوطنية والإشراف على تصحيحها، وقال «تحرص الهيئة على إعداد كوادر وطنية مؤهلة لقيادة وتطوير وتنفيذ الاختبارات الوطنية، وسبق لها أن اختارت عددا من التربويين السعوديين وأهلتهم لكتابة الأسئلة، بالتعاون مع المجلس الأسترالي لأبحاث التعليم (ACER)». مضيفا «كما تم تدريب مجموعة من معلمي ومشرفي مادتي العلوم والرياضيات لتصحيح جميع إجابات الطلاب على أسئلة الاستجابة المفتوحة، مما كان له أثر في تحقيق هدف الهيئة بتأهيل خبراء سعوديين في جميع مراحل الاختبارات الوطنية».