تحيك نسبة كبيرة من شعوب الأرض بدءا من اليوم، كما هائلا من الأكاذيب المصطنعة تزامنا مع أول أيام شهر أبريل، في تقليد يمكن وصفه بالسيئ يطغى على قيمة هذا اليوم ومكانته في كونه مستهلا لأجمل فصول العام وأول أيام الربيع، إذ يتأهب ملايين الناس فيه لسوق أكاذيبهم على سبيل الدعابة والمزاح في غالب الحال، لكن ذلك لا يعفي من حفاوة غير منطقية بخداع الناس لبعضهم وصناعة الكذب بينهم، كل بحسب ذائقته وقدرته وطبيعته. يعيد المؤرخون «كذبة أبريل» إلى تقليد قديم جدا منذ ثلاثة قرون، لكنه شاع في أوروبا خلال خمسينات القرن الماضي بعد تباهي الناس باختلاق المقالب والأكاذيب الساخرة بهدف إشاعة الضحك والترفيه، حتى أصبح شيئا فشيئا تقليدا شائعا لا يصنف على أي مناسبات رسمية أو إنسانية، وإنما ظل عرفا سائدا في المجتمعات الأوروبية واللاتينية وبعض دول الشرق الأقصى. وبحسب الويكيبيديا، فإن فرنسا أول من تفشى فيها هذا التقليد بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564، وظلوا يحتفلون به ويطلقون على من يثق بهم «ضحايا أبريل» وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا، ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن ال17 الميلادي ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا النكتة. وفيما تستبيح غالبية الدول في الغرب هذا الكذب، إلا أن الأسبان يرونه أمرا مرفوضا ولا يمكن القبول به بسبب تزامنه مع أحد أيامهم الدينية المقدسة، فيما الدول الإسلامية تمقت هذا اليوم لأنها ببساطة تحرمه على اختلاف أشكاله وألوانه من منطلق العقيدة الإسلامية التي لا تتبنى الكذب تحت أي مبرر. ومن أشهر أكاذيب أبريل، ما حدث لملك رومانيا السابق كارول الذي كان يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول أبريل فسبقه رسام مشهور ورسم على أرضية إحدى قاعات المتحف ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة فلما رآها، أمر أحد حراسه بالتقاطها فأومأ الحارس على الأرض يحاول التقاط الورقة المالية الأثرية ليكتشف الكذبة التي أحرجت الوفد. ويتذكر البريطانيون كذبة عام 1980 حول ساعة «بيغ بن» حين ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه سيتم تحديثها إلى رقمية، ونشرت تقاريرا كاذبة عن حنين الناس للساعة الأكثر شهرة في العالم بعقاربها الشهيرة، وكان أحد سلسلة فنادق شهيرة قد أعلن عام 2009 عن البدء في تأجير غرف على سطحي القمر والمريخ. وفي العام الماضي، قفزت إلى الذاكرة كذبات الشركات الكبرى مثل غوغل التي قامت بعكس أحرف رابطها الأشهر، والمطبخ التفاعلي لسامسونغ وجوارب htc الشهيرة.