حدد خبراء ثلاثة أسباب وراء القرار الروسي المفاجئ بالانسحاب من سورية، في مقدمتها الوضع الاقتصادي الروسي، محاولة تحسين العلاقة مع دول الخليج، والإخفاق في تحقيق النتائج المتوقعة على أرض الميدان. ورأى المحلل السياسي طارق سعيد أن التدخل الروسي كان خطأ من البداية، وما يحدث الآن تصحيح لهذا الخطأ الذي جاء ضد رغبة العرب والفصائل السورية. ولفت إلى أن التدخل العسكري المباشر من موسكو شابته أخطاء كبيرة من قتل المدنيين وقصف مقاتلي المعارضة بدلا من داعش، ما وضع روسيا في موقف محرج أمام الرأي العام الدولي. وأكد أن استمرار القوات الروسية في سورية من شأنه عرقلة جهود الحل، إذ إن وجود روسيا إلى جانب إيران وميليشيات حزب الله، أدى إلى تدهور الأوضاع. ولفت الخبير العسكري اللواء علي عبدالشكور إلى أنه قبل مفاوضات جنيف كان هناك تشكيك في نتائج التدخل الروسي الذي شرعن وجوده تحت زعم أنه جاء بطلب من الأسد. وتوقع أن تسفر عملية الانسحاب عن منح المفاوضات دفعة إيجابية وتمثل ورقة ضغط على النظام. واعتبر الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي أن استمرار القوات الروسية مثل ضغطا على الاقتصاد الروسي الذي يعاني مشاكل جمة، بالإضافة إلى الضغوط التى يتعرض لها بوتين بسبب دعمه للأسد. وأكد أن القوات الروسية لم تحقق النتائج المنتظرة. ولفت إلى ظهور نوع من الامتعاض بين دمشقوموسكو أخيرا بعد حديث وليد المعلم عن أن الأسد «خط أحمر».