لم يتوقع أهالي ريع البكر جنوبي حائل أن تصحو قريتهم التي اعتادت على الاستيقاظ مبكرا على أصوات العصافير المغردة، على خطوات الأقدام النجسة للدواعش الستة الذين حاولوا أن يجدوا لهم في جنباتها موطئ قدم للتخفي والاختباء من رجال الأمن الذين يطاردونهم منذ اللحظة الأولى لتنفيذ جريمتهم النكراء في ابن عمهم الشهيد بدر الرشيدي. ورغم اختلاف الأصوات أمس بتحولها إلى دوي رصاص إلا أن الأهالي الذين تداولوا سريعا نبأ القصاص من الخونة اعتبروها تغريدة انتصار لا تختلف عن تغريدات العصافير التي اعتادوا عليها لأنها تبشر بيوم صحو لا مكان فيه للإرهاب على أرض الوطن الحبيب. وتتوسط القرية الصغيرة سلسلة جبال رمان الشهيرة وتعتبر في موقع إستراتيجي وسط عدد من الجبال وأشجار الطلح الطبيعي والسدود المائية الصناعية التي نفذتها الدولة لإحياء المزارع. وتأسست القرية الصغيرة على يد أبرز شيوخ قبيلة شمر رغيان بن ذعار البرازي والذي استوطنها وجماعته الذين يسكنون المنطقة، وقد أحيوا المزارع وشيدوا البيوت واستقروا بجانب أملاك أجدادهم السابقين. وعلى الرغم من صعوبة تضاريس القرية إلا أن رجال الأمن البواسل استطاعوا الانتشار الأمني في مواجهة الدواعش وما بحوزتهم من أسلحة متطورة وذلك وفق خطة زمنية دقيقة لم تستغرق 60 دقيقة انتهت بمحاصرتهم. ووفق شهود عيان ومنهم صالح الشمري، فإن القوات الأمنية انتشرت بشكل سريع من عده قطاعات وتحديدا في داخل الريع الذي تحيط به الجبال ونجحوا في السيطرة التامة على كامل المنطقة، ليحاول الدواعش الأوغاد إظهار عشقهم للدماء بإطلاق النار على رجال الأمن، الذين نالوا منهم بفضل من الله ثم بالتدريب الجيد لفرسان وأسود الطوارئ الخاصة وعناصر الأمن الأخرى. واستعادت ريع البكر ومنتزهاتها الطبيعة والتي يطلق عليها مدينة الزهور وأهلها أحفاد حاتم الطائي، المشهورين بالكرم والشهامة، عصافيرها للتغريد.