لا يستبعد حارس فريق الاتحاد السابق أحمد سالم نجاح الفريق الحالي في التتويج باللقب، رغم فوارق الإمكانيات مع منافسيه الهلال والأهلي، إذ يرى أن سلاحي الروح والجمهور هي القوة التي يتحصن بها «العميد» في صراعه على لقب الدوري رغم الظروف الصعبة التي يمر بها، ووصف في حديثه ل«عكاظ» المستوى العام للفرق في هذا الموسم بالمتراجع، لكنه لم يستبعد الإثارة التي جعلت كل الاحتمالات واردة حتى لدخول طرف رابع في المنافسة على اللقب، متناولا الواقع الحالي للرياضة السعودية قياسا بما كانت عليه في حقبة التسعينات، ومتطرقا للظروف التي واجهها الاتحاد في الزمن الماضي، وجملة من المواضيع في ما يلي تفاصيلها: الحراسة السعودية تواجه نقدا لاذعا بمستوياتها المتراجعة، كيف ترون مستقبلها من واقع خبرتكم؟ - لا يمكن التنبؤ بمستقبلها في ظل الغموض في إستراتيجيات تطوير الرياضة إجمالا، فاللاعب ما زال الحلقة الأضعف في هذه المنظومة، ويأتي بعد الاهتمام بالأعضاء والحكام والملاعب، ولم تمنح الحراسة القدر الكافي من الاهتمام، ولهذا لا يمكن الجزم بتطورها من عدمه ما لم يفطن القائمون على رياضتنا إليها بشكل كاف ومدروس. في جيلنا كان مدرب المنتخب يحتار في اختيار الأبرز، كنت أنا وسالم مروان وعبدالله الدعيع وسمير السليماني ومحمد المترو، أما حاليا فالأمر ينحسر بين عساف القرني وعبدالله العنزي أما غيرهما فلا أحد، وهي مؤشرات محبطة لكنها بحاجة إلى تدارك قبل فوات الآوان وتكبد المزيد من الخسائر. برأيك هل يمكن أن يكون الحارس الأجنبي حلا؟ - لا أتفق مع هذا الرأي، الحارس يجب أن يكون محليا ويتم دعمه بصقله عبر توفير مدربين مميزين ونجوم خبرة، والعمل على تجهيز حراس مؤهلين يعول عليهم في أن يكونوا فرسان المرحلة القادمة. لدينا مواهب تحتاج للدعم والتطوير بعيدا عن المجاملات وما لا يحقق المطلوب، فللحارس مواصفات خاصة يجب أن تتوافر فيه لتحقق الهدف الأساسي منها، إذ يجب أن يكون طويل القامة ومرن الحركة وعالي التركيز وله رد فعل سريع وحاضرا ذهنيا وبدنيا، فضلا عن انسجامه مع اللاعبين، فالحارس نصف الفريق إذا كان في يومه وموعده. كيف ترى حظوظ الاتحاد في الدوري؟ - الفريق يسير بشكل جيد، عودة بيتوركا للمرة الثانية كانت خطوة إيجابية تحسب لإدارة إبراهيم البلوي، نجح في استغلال إمكانيات لاعبيه بشكل أفضل من بولوني فأعاد التوازن له، الفوز على الهلال زاد من حظوظه في الصدارة وبات الفارق النقطي مع الهلال والأهلي محدودا ولا مستحيل في عالم الكرة، روح اللاعبين قد تجلب لهم الدوري بمساعدة الجمهور الطامح في إخراج «العميد» من دوامة الإحباط وإعادته إلى منصات التتويج، خاصة بعد الظروف القاسية التي مر بها وعصفت به في السنوات الماضية. هل واجه الاتحاد مثل هذه الظروف في وقت سابق؟ - عانى الاتحاد كثيرا منذ تأسيسه، لكن بجهود الداعمين للخزينة كان يتخطاها ويعود أقوى على الرغم من قلة الموارد، واستمر الفريق ينافس على لقب الدوري الممتاز وبطولات كأس الملك، مر الفريق بمرحلة صعبة حتى كاد ينهار في التسعينات وتراجع لمراكز متاخرة، حتى تدخل المنقذ الأمير طلال بن منصور حين تصدى لهذه الظروف وضخ الملايين من جيبه الخاص وجلب لاعبين كبارا كتميم الحزامي وتوفيق بالغيث ونجيب غميض وشوبرج وايرك بير، وأذكر أنه اضطر لبيع سيارته الخاصة من أجل الحفاظ على استقرار النادي ومكانته. كيف ترى أداء بيتوركا، وأي المدربين ما زال عالقا في ذاكرتك؟ - بيتوركا حتى الآن يؤدي دورا جيدا ومهما، ونجح في ضبط الفريق وإعادة التوازن بين خطوطه رغم تواضع بعض إمكانيات لاعبيه، ويحسب له تنويع الخطط وتعدد الحلول. أما المدربون الذين ما زلت أذكرهم فأبرزهم الألماني كرامر والإنجليزي بوب هاوتن واسكتشك وكولمن وجوبير، وهؤلاء حققوا بطولات ونتائج مميزة مع الاتحاد. وماذا عن البطولات؟ - حققت معهم بطولة كأس الملك عام 1408 في عهد إدارة المهندس حسين اللنجاوي، والدوري المشترك الذي أصفه بأنه أصعب دوري مر على الكرة السعودية كونه مختلطا بين أندية الممتاز وأندية الدرجة الأولى وتوج به العميد في عهد إدارة إبراهيم أفندي وبلاعبين سعوديين وطنيين، وهذا تميز يسجل في تاريخ نادي الاتحاد، وكان مدربنا حينها البرازيلي شيزنهو وهو مغمور لكنه قلب الموازين، كنا وجماهيرنا نحترق في الملعب والمدرجات من أجلها أن نكون أولا، كانت عزيمتنا كبيرة عكس الجيل الحالي الذي تحركه المادة ويعطله السهر واللا انضباط، للأسف تضاعفت الإمكانيات وتراجعت رياضتنا، لم يعد هنا الحضور الممتع والتشجيع المثالي، خسرنا كثيرا مع تطور الرياضة وعصر الاحتراف لأننا ببساطة انشغلنا بما هو خارج الملعب عما هو داخله. في دوري هذا العام من لفت انتباهك؟ - هناك أكثر من لاعب أبرزهم نجم الاتحاد زياد الصحفي الذي شق طريقه بصاروخه في شباك الهلال، ويذكرني باللاعب أحمد جميل في أول مشاركة له مع الفريق الأول، حيث كان ناشئا وقدم مستويات كبيرة على الرغم من صغر سنه كما هو حال زياد الذي ينتظره مستقبل كروي باهر في عالم كرة القدم إذا ماحافظ على التدريبات والانضباط في التدريبات والالتزام بتعاليم المدربين. يقال إن الدوري الحالي الأضعف من السنوات السابقة، هل تتفق مع هذا القول؟ - حاليا لا أجد فريقا يمكن القول إنه الأجدر بالدوري، تتغير المراكز مرة تلو أخرى وتختلف الحظوظ من جولة إلى جولة، وهذا أعطى الدوري إثارة واضحة، لكنه في الوقت نفسه خطف كثيرا من قوة الكبار وهيبتهم ومستوياتهم، وهو ما ينبئ بالمزيد من المفاجآت. أحمد سالم بدأ مشواره عام 1396. مثل الناشئين والشباب فالفريق الأول في نادي الاتحاد. مثل المنتخب السعودي للناشئين والشباب والأول. حقق بطولة كأس الدوري المشترك عام 1400. حقق كأس الاتحاد السعودي عام 1406. حقق كأس الملك عام 1408. اعتزل عام 1410. درب حراس الاتحاد وحقق معهم كأس سمو ولي العهد عام 1411.