أثارت قائمة مخاوف طويلة بدءا بحرب تجارية مع كل من الصين والمكسيك، وصولا إلى زيادة الضرائب على الأكثر ثراء، مرورا بنزاع مفتوح مع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مخاوف أسواق المال وأقطاب الرأسمالية الأمريكية من احتمال فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية. فيما لخص مسؤول الإستراتيجية في صندوق «هورايزون انفستمنتس» الاستثماري غريغ فاليار الوضع قائلا لوكالة فرانس برس: «إن دونالد ترامب يخيف وول ستريت، إنه غير ملتزم بأي قيود، يحمل الغموض، والأسواق تكره الغموض». والتصريحات العشوائية والمدوية التي يدلي بها رجل الأعمال منذ دخوله حملة الانتخابات التمهيدية تثير حيرة الشركات، فهو يندد بالأجور التي يتقاضاها كبار رؤساء الشركات، وبجشع المصرفيين والوسطاء الماليين، كما يحمل على سياسات الهجرة الأمريكية. ومن بواعث القلق أيضا هجمات ترامب المتكررة ضد الصين واليابان لاتهامهما بالتلاعب بعمليتيهما، وعلى التبادل الحر، في وقت تسعى الولاياتالمتحدة لعقد اتفاقات تجارية مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما مع أوروبا. وما أرسى القطيعة بينه وبين أقطاب القطاع المالي هجومه على الامتيازات الضريبية التي تستفيد منها صناديق الاستثمار، إذ قال الخبير في معهد «أميريكان انتربرايز انستيتيوت» المحافظ للدراسات مارك بيري: «إنه لا يدخل في أي قالب اقتصادي، ليس محافظا تقليديا مثل رونالد ريغن الذي كان سيتمسك بسياسة تقوم على العرض مبنية على تخفيضات ضريبية وانفتاح على المبادلات الدولية والحد من التنظيمات». وأضاف «برنامجه مزيج فعلي من الشعبوية والانعزالية». ويسود العداء لترامب الأوساط المصرفية أيضا، إذ قال رئيس مجلس إدارة «غولدمان ساكس» لويد بلانكفين في سبتمبر الماضي: «إن صورة ترامب وأصبعه على الزر النووي تثير ذهولي». وتساءل مصرفي طلب عدم كشف هويته «أنه عاجز عن إدارة شركة، فكيف له أن يدير بلدا؟». وأشار إلى أربع عمليات إفلاس منيت بها كازينوهات يملكها ترامب بين 1991 و2009. وانضم المرشح الجمهوري السابق للبيت الأبيض ميت رومني الخميس إلى الأصوات المنتقدة، مؤكدا أن ترامب «بعيد كل البعد عن العبقرية في الأعمال»، وأنه «لا يصلح للرئاسة». وقال رومني الذي كان في الماضي مديرا لشركة «باينز كابيتال» للاستثمارات: «إن عمليات الإفلاس (التي لحقت بترامب) قضت على شركات صغيرة وعلى النساء والرجال الذين كانوا يعملون فيها». وحذر الخبير الإستراتيجي لدى شركة «ناتيكسيس غلوبال آسيت ماناجمنت» ديفيد لافرتي بأن «البورصة قد تسجل بلبلة هذا الصيف إن تبين أن ترامب يحظى بفرص في الفوز في نوفمبر القادم، وإذا ما استمر في تحقيق النجاح في الانتخابات التمهيدية، فإن التقلبات سوف تزداد».